مشكلة العنوسة
ليس غريبا" في ظل الصعوبات المعيشية والواقع الاقتصادي الذي تمر فيه البلاد العربية والإسلامية أن تكبر وتتطور إلى الأسوأ مشكلة العنوسة لأن الذي كان سائدا" قديما" وهو زواج المثنى والثلاث والرباع والرغبة في كثرة الأولاد للقتال أو لغير ذلك أصبحت قليلة جدا" حتى ولو رغب البعض في تحقيقها لواجهته مشكلة ضيق الحال المادي وكان الشاب يتزوج بعمر العشرين بينما اليوم لا يفكر بالزواج إلا يعمر يتجاوز الثلاثون والأربعون وربما أكثر والبعض يعرضون عن الزواج بشكل نهائي ولو راقبنا بعض الفضائيات وخاصة" في دول الخليج العربي بجد الكم الهائل ممن يطلبن أزواجا" ولو على طريقة الزواج العرفي أو المسيار أو على ذرّة أو زوجة ثانية أو ثالثة وبغض النظر عن العمر أي مهما كان فارق السن كبيرا" بينهما وعلى أي نوع من أنواع الزواج المطبق حاليا" في تلك المجتمعات العربية والإسلامية وكل ذلك بسبب العنوسة الزائدة والمطلقات والأرامل وتعدد الزوجات حاليا" يقتصر على القبائل البدوية والبيئات المتخلفة اجتماعيا" بينما المجتمعات المتحضرة تكتفي بزوجة واحدة وعدد محدد من الأبناء وهذا ما يجب أن يكون حفاظا" على الترابط الأسري وتأمين المعيشة اللائقة لهم والتعليم الجيد والتربية الصحيحة وفي أي مجتمع لا نجد فيه فتاة واحدة إلا وطلبت يدها للزواج من شاب أو أكثر لأنها لا تجد فيه فتى أحلامها وترفضه لذلك تكون عنوستها قد صنعتها هي بنفسها فيجب أن تعي وتقدّر هذه الحال كل فتاة في المجتمع وبوعي وحكمة فلا أحد إلا وتتمنى أن تقترب بالشاب المهذب والمتعلم والميسور الحال والذي يقارب عمره عمرها وذو الحسب والجاه والسلطان أي عريس تفصيل ومفصل حسب المواصفات المطلوبة وأين نجده والأكثر خسّة ودناءة البعض منهن يقلن إذا لم يكن كما أريد بالضبط فباطل هذا الزواج فإن دخلي يكفيني ولست بحاجة أحد أو أهلي قادرين على تأمين معيشتي وسيأتيني الأفضل منه متناسية مصير العنوسة وعدم بقاء الأهل وكيف حياتها ستكون مع زوجات الأخوة وغير ذلك من صعوبات حياة العانس وكان جدودنا يقولون للبنت عندما يتقدم أحد لخطوبتها : يا بنتي العريس إبرة بتبان فتخيلوا مخزن كبير مملوء تبن وإبرة ضائعة فيه فالعريس فرصة لا تعوض ثانية" ويجب دراسة موضوع القبول أو الرفض بعقلانية وحكمة وليست الحلول لمشكلة العنوسة في مجتمعنا بالزواج الثاني أو الثالث فهذا يزيد المشاكل العائلية والتفكك الأسري وأفضل الحلول هو بتحديد النسل والزواج بواحدة فقط فلنساهم بزيادة الوعي لتحديد النسل فهو خير للمجتمع وللعائلة والترابط الأسري وصحة الأبناء وشكرا" .