واقع مشكلة العنوسة في المجتمع الأردني وأبعادها الاقتصادية
عادل لطفي بدارنه - عضو الهيئة الادارية جمعية العفاف الخيرية
مقدمة
تعد مشكلة العنوسة في المجتمع الأردني من المشكلات الحديثة التي أخذت تبرز فبي السنوات الماضية، حيث تؤكد مختلف المعلومات الإحصائية والمؤشرات الخاصة بها بتنامي هذه المشكلة. ولا يخفى على المراقب والمختص ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع تتمثل بأبعادها الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية. ولا بد من التأكيد في هذا المقام أن مسؤولية انتشار هذه المشكلة هي مسؤولية يشارك فيها الجميع.
إن مشكلة العنوسة عادة ما ترتبط بمفهوم تأخر السن عند الزواج، وأحيانا قد تصل إلى تجاوز قطار الزواج للعديد من شرائح المجتمع، وبالذات فئة النساء منه، وهي تعني حرمان حق من حقوق المراة وهو حقها في الزواج.
تحاول هذه الدراسة إلقاء الضوء على البعد الاقتصادي لمشكلة العنوسة في المجتمع الأردني، فتبدأ الدراسة بتناول المؤشرات الخاصة بالعنوسة في المجتمع الأردني مثل معدل الطلب على الزواج، ومعدل تكوين الأسر الجديدة، ومتوسط العمر عند الزواج الأول، وصولا إلى تقدير عدد النساء اللواتي لم يسبق لهن الزواج في الأعمار التي تزيد عن 30 سنة مستخدمة بذلك أحدث الإحصاءات لسنة 2004. وتعرض الدراسة كذلك إلى الأسباب الاقتصادية الكامنة وراء هذه المشكلة مثل البطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة. وتتحدث الدراسة عن الأبعاد الاقتصادية لهذه المشكلة في المجتمع الأردني سواء من حيث زيادة الكلفة الاقتصادية أو انخفاض الإنتاج وغير ذلك من آثار. وتقترح الدراسة العديد من الإجراءات للحد من هذه المشكلة ومن هذه المقترحات تجاوز العديد من المظاهر الاجتماعية الزائفة المصاحبة لعادات ومراسم الخطبة والزواج، وايلاء الاهتمام بالأزواج الشابة، وتقديم نماذج عملية من الميسورين بالحد من تكاليف تزويج أبنائهم وبناتهم والتبرع بها للراغبين بالزواج الذين لا يملكون الباءة، وغير ذلك من اقتراحات.