تحقيقات وريبورتاجات: دوافع جنوح الاطفال والاحداث الى الجريمة ودور مؤسسات الاصلاح في المعالجة
غازي لعيبي الشميلاوي
* ان الاهتمام والمراقبة للطفل منذ وقت مبكر من قبل العائلة والتوجيه المستمر – بعد نشأته له الاثر الكبير في التوجيه وترسيخ القيم العليا والسامية الانسانية كذلك لتنشئته في المحيط العائلي والبيئي والممجتمع بصورة عامة الاثر الكبير في التربية الصحية والصالحة.
* ولا ننسى الاثار الكبيرة التي تركتها الحروب الثلاثة التي مر بها العراق – وقيام بعض من اصحاب النفوس المريضة في عملية السلب والنهب والحرق من قبل كبار السن في المجتمع انعكس كل هذا سلبا على سلوكية الطفل رافقها الانفلات الامني الذي جرف الاحداث والاطفال نحو الجريمة.
* “الاتحاد” زارت دائرة الاصلاحية للاحداث في بغداد ووضعت بضعة اسئلة امام السيد مدير عام اصلاحية الاحداث “سعد ناصر” حيث اجابنا مشكورا على تساؤلاتنا.
* ما دوافع جنوح الاطفال والاحداث الى الجريمة؟
- ان جنوح الاحداث هي حالة مؤشرة وموجودة في كل المجتمعات ويختلف حجمها حسب طبيعة الاسباب والدوافع فهنالك خروقات ترافقها اسباب عديدة وتؤدي الى جنوح الاحداث الذين هم دون سن الرشد والاسباب هي:
1. التنشئة العائلية والتفكك الاسري.
ان ضعف التماسك العائلي وخاصة في المجتمعات التي هي قريبة من حركة الاعمال ذات الطابع الصناعي والتجاري اضافة الى وجود حالات التفكك الاسري بسبب الطلاق والهجر والعوز المادي مما يؤدي بالاحداث الى ان يجدوا ضالتهم في الشارع او في اعمال لا تنسجم مع القوانين والانظمة مما يؤدي الى انحرافهم.
2. الظروف العامة التي يعيشها البلد بسبب فترة الحروب السابقة والحصار الذي فرض وظروف البلد الحالية بسبب الارهاب وما يتركه من اثار في زعزعة النفس البشرية وعدم وجود فرص العمل لدى رب الاسرة مما يؤدي ذلك الى حدوث انهيار تام في داخل مكونات هذا المجتمع والاحداث جزء منه مما يؤدي الى انحراف الاحداث لحالات السرقة والقتل وتكوين مجاميع لأجل مخالفة المجتمع وهذا موجود في اقسامنا الحالية.
* ما عدد المودعين في اصلاحياتكم وكيفية التعامل معهم؟
- ان عدد الاحداث بين موقوف ومودع في اقسامنا الاصلاحية يبلغ (477) مودوعا في بغداد يتم التعامل معهم وفقا للقوانين والانظمة المعمول بها من خلال استقبالهم وايوائهم واكسائهم ورعايتهم صحيا وبدنيا وبالتالي وضع البرامج التأهيلية والتدريبية وفق مبدأ تفريد المعاملة بعد تصنيفهم على اساس الفئة العمرية وصولا الى تأهيلهم واصلاحهم لدمجهم في المجتمع وهذا ينحسب على احداث المحافظات (ذكور –اناث) والبالغ عددهم اكثر من (120) مودوعا ومودوعة تم الاشراف الفني عليهم من قبل الدائرة من خلال الزيارات الميدانية وايصال البرنامج الثقافية والتأهيلية وتوجيه ادارة الاقسام بشأن متابعة شؤونهم. الموقوفين والمودوعين وتوفير الجو الاسري من خلال برنامج الرعاية اللاحقة لأجل تشغيلهم ودمجهم في المجتمع.
* هل الاحداث المودوعيو لديكم مصنفون لديكم حسب الفئة العمرية ونوع الجريمة؟
- نظرا لطبيعة الابنية الموجودة لدينا وانسجاما مع الانظمة والتعليمات استطعنا ان نصنف الاحداث المودوعين وعزلهم في قاعات محددة حسب الفئة العمرية ويصعب حاليا توزيعهم حسب الجرائم لضيق المكان.
* هل هنالك موقوفيو جلبهم الامريكان وما قضاياهم الاجرامية؟
- نعم هناك عدد من الموقوفين جلبهم الامريكان وموجودين في احد اقسامنا الاصلاحية وقضاياهم هي (الحيازة – قتل الامريكان – جوازات) ونحن بصدد اتخاذ اجراءات قانونية مع القضايا لأكمال التحقيق.
* ما دور المنظمات ووزارة حقوق الانسان في البرامج الاصلاحية والاصلاح على دعاوى النزلاء؟
- هنالك واجب يؤدي من قبل لجان تعمل في حقوق الانسان لتطلع وتناقش الامور مع المقيمين في اقسامنا الاصلاحية اما بالنسبة للمنظمات فان دورها حاليا محدود جدا وهنالك تحرك محدود قد يؤدي ثماره مستقبلا.
* كيف يستفيد المودع من الوقت وهل هناك برامج تاهيلية وتدريبية؟
- وفقا للقوانين والانظمة والتعلميات وتنفيذا لأهداف دائرة اصلاح الاحداث فقد تم تحديد آلية وبرنامج عمل تأهيلي وتدريبي للاحداث الغاية منه ان يكون وقت الحدث مسخر لان يستفيد من هذا الوقت في تنفيذ البرامج عليه وقد حددت هذه البرامج بما يلي:
1. برنامج التأهيل السلوكي؟
من خلال المحاضرات والندوات واللقاءات اليومية.. من قبل الباحثين الاجتماعيين.
2. البرامج التدريبية التي تمكن من تأمينها داخل الاقسام الاصلاحية (دورات سرياميك، الكترون، كهرباء، خط الرسم).
3. برامج المحاضرات الدينية والتي تمت من خلال تنسيق الدائرة مع الوقفين (الشيعي – السني) لأجل ارشاد وتوجيه الاحداث لما يؤمن ابتعادهم عن الاسباب التي دعمتهم الى الجنوح.
4. برامج التدريب البدني من خلال الالعاب السويدية وانشطة كرة السلة والطائرة.
5. عرض الافلام التوجيهية والتي تنسجم مع واقع الحال وتؤمن الاستفادة