الأخصائى الاجتماعى أدوار متوقعة وأخرى مفروضة
"الأخصائى الاجتماعى بين أدوار متوقعة وأخرى مفروضة "
يلعب الأخصائى الاجتماعى دورا مهما فى المدرسة , فقلما تخلو مدرسة منة , لأهمية الدور الملقى على عاتقة , فهو الشخص الذى يلجأ إلية الطالب فى سرد مشكلاتة واثقا مطمئنا إلى أن المعلومات التى يقولها لن تتسرب خارج مكتبة , هذة الصورة التى نضعها فى أذهاننا للأخصائى الاجتماعى وهى التى تتبادر إلى ألسنتنا فور البدء فى الحديث عن الأخصائى الاجتماعى , فهل هذة الصورة هى كل الحقيقة وما طبيعة الأدوار المنوطة بالأخصائى الاجتماعى وهل فعلا ينفذها ؟هذا ما سنتعرف علية فى السطور القادمة من حلقتنا النقاشية التى أجريناها فى المديرية العامة للتربية والتعليم بمنطقة الظاهرة وبالتنسيق مع قسم العلاقات والإعلام فى هذة المديرية . تعالوا لسطورنا القادمة لتتابعوا تفاصيل ما ناقشاة فى هذة الحلقة .
"أدوار الأخصائى الاجتماعى"
قد يتساءل البعض عن دور الأخصائى الاجتماعى فى المدرسة وهناك من يدعى أن الأخصائى الاجتماعى دورة غير واضح فى كثير من المدارس , لكن فى الحقيقة للأخصائى دور كبير فى حياة الطالب فى المدرسة وخارجها فهنالك الكثير من الطب الذين استعادوا ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على المنافسة والتميز فى دراستهم بفضل جهود الأخصائى الاجتماعى فى اكتشاف حقيقة مشكلاتهم ووضع الحلول المناسبة لها , ففى كثير من الأحيان قد يجهل الطالب المشكلة التى يعانيها وأسبابها بينما يلاحظ المقربين منة الآثار التى تظهر علية من جراء تلك المشكلة التى قد لا يعلمها الطالب نفسة , وهنا يأتى دور الأخصائى الاجتماعى الناجح الذى يأخذ بأبعاد كل مشكلة فى معرفة الأسباب وبعدها تحديد الحلول ووضع العلاج .
"علاقة الأخصائى بالهيئة الإدارية والتدريسية ":
تقول راية الأبروية : ينبغى على الأخصائى الاجتماعى فور تسلمة عملة فى المدرسة التعريف بنفسة وبأدوارة للهيئة الإدارية والتدريسية والطلاب ثم يبدأ بعده فى توطيد علاقتة المهنية بالهيئة لمهنية و الإدارية والتدريسية لحاجة الأخصائى لهاتين الفئتين فى عملة . وتقول ليلى بن حميد أخصائية اجتماعية بمدرسة شموع المعرفة للتعليم الأساسى : إن بعض الهيئات الئغدارية والتدريسية قد تجهل دور الأخصائى الاجتماعى فى المدرسة لذا يلجأون للتدخل أحيانا فى عملة لأنهم لا يدركون سرية المعلومات التى لدية وعدم قدرتة على سرد تفاصيل مشكلات الطلاب وهنا يتوجب على الأخصائى تعريفهم بمبدأ السرية فى عمل لكى يتفهموا هذا الجانب . وترى موزة بنت ناصر العلوية أخائية اجتماعية مدرسة ذات الطاقين للتعليم الأساسى : أن علاقة الأخصائى الاجتماعى بالهيئة التدريسي مهمة جدا لعمل الأخصائى , فقد يحتاج الأخصائى معلومات عن الطالب من المعلم لتساعدة فى إيجاد حل لمشكلة الطالب , كما تؤكد موزة على ضرورة أن يكون مدير المدرسة على إطلاع بكل الحالات السرية التى يدرسها الأخصائى الاجتماعى لأن المدير حريص على وضع الطالب وذلك حتى يجنب الأخصائى الاجتماعى نفسة من الوقوع فى مشاكل هو فى غنى عنها .
" علاقة الأخصائى الاجتماعى بالطالب ":
ما شكل العلاقة التى تربط الأخصائى الاجتماعى بالطالب ؟ وما الذى يحكمها ؟ وهل يمتد عمل الأخصائى الاجتماعى لخارج أسوار المدرسة فى سبيل المساعدة فى حل مشكلة الطالب ردا على هذا التساؤل يقول مصبح المعمرى : لابد للأخصائى الاجتماعى حتى يكسب ثقة طلاب المدرسة أن يتحلى بثلاثة صفات وهى الإخلاص والأمانة والصدق , بحيث يكون مخلصا فى عملة وأمينا على المعلومات الخاصة بالطلاب وصادقا فى النصح والتوجية , ويرى سليمان المعمرى أن وظيفة الأخصائى الاجتماعى من الوظائف التى لابد لها من ميثاق أخلاقى يلتزم فية الأخصائى بعدم إفشاء أسرار الطلاب وهذا مبدأ غير قابل للتفاوض , ولابد أن يدرك الأخصائى أ، دورة لا ينحصر فقط داخل المدرسة بل يمتد لخارجها لأن مشكلات بعض الطلاب قد تحتاج للقاءات مع ولى الأمر خارج المدرسة .ويقول حميد بن على نائب رئيس مجلس الأباء والأمهات بولاية عبرى : حتى يستطيع الأخصائى القيام بدورة المتمثل فى دراسة مشكلات الطلاب خارج بيئة المدرسة لابد أن يكون من أبناء الولاية التى تعين فيها حتى يتسنى لة البحث وفهم العادات وأسباب المشكلات وبالتالى تشخيص أسباب المشكلة .
"علاقة الأخصائى بولى الأمر"
يقول حمد الشكيلى : أن علاقة الأخصائى الاجتماعى بولى الأمر يفترض أن تكون علاقة قوية , لأنة يحتاج إلية فى حل مشكلات الطلاب , حيث يستطيع الأخصائى الاجتماعى تقية علاقتة بأولياء الأمور عن طريق مشاركة المجتمع فى مناسبتهم المختلفة كما يستطيع أن يقدم بين فترة وأخرى محاضرات توعوية لهذة الفئة لكى يعزز علاقته بهم .ويقول ناصر المنظرى : لابد أن تكون علاقة الأخصائى الاجتماعى بأولياء الأمور جيدة ومتواصلة بحيث يقوم بإخطار ولى الأمر بمستوى إبنة أولا بأول حتى يتسنى لولى الأمر المساعدة فى عملية متابعة الابن ورعايتة حتى لو كان الابن متفوقا فلابد أن لا ينسى الأخصائى أن يقوم بتعزيز ولى الأمر على أهمية دورة فى تفوق ابنة .
"جهات متعاونة "
هناك بعض الجهات التى يستطيع أن يلجأ إليها الأخصائى الاجتماعى من خارج بيئة المدرسة لتعينة فى تسهيل قيامة بأعمالة المختلفة داخل المدرسة , فى هذا المجال قالت أمل بنت حمد أخصائية اجتماعية بمدرسة بات للتعليم الأساسى : فى البداية دائما نلجأ لقسم التوعية الصحية والتغذية المشرف على الأخصائيين الاجتماعيين فى المديرية وبالتعاون معهم يتم التنسيق مع الجهات التى يحتاجها الأخصائى فى عملة مثل ( وزارة التنمية الاجتماعية لحل مشكلات الطالب الاقتصادية وقد يلجأ بعض الأخصائيين لمركز الوفاء الاجتماعى فى الولايات , جامعة السلطان قابوس , بالإضافة إلى المستشفيات والعيادات النفسية لتحويل بعض حالات الطلاب ) .
" التأهيل والتدريب ":
تقول موزة العلوية : حصلنا على التدريب الكافى خلال فترة دراستنا فى الجامعة لكن الواقع العملى يختلف عما تعلمناة فى كتب الجامعة لذا كنا بحاجة أكبر للمشاغل التدريبية التى يفترض أن تقدمها المديرية فى المنطقة كما نحتاج للزيارات مع الأخصائيين الاجتماعيين الذين سبقوننا فى العمل لإستفادة من تجاربهم فى هذا الجانب . وتعقب ليلى الغافرية : أننا نلاحظ قلة الزيارات الإشرافية على الأخصائى حتى فى بداية تعيينة رغم حاجتة إلى المشرف لتعريفة على طبيعة عملة لانعدام خبرتة فى العمل فما يدرسة الطالب فى الجامعة شىء وما يجدة فى واقع العمل شىء آخر , ويقول مصبح المعمرى : لابد للأخصائى الاجتماعى من البحث عن وسائل لتنمية قدرتة فى التعامل مع الطلاب سواء بالقراءة أو بسؤال السابقين لة فى المجال وألا ينتظر الدورات والمشاغل التى ترد إلية من الوزارة .
" مهام بعيدة ":
هناك مقولة تنتشر بين الأخصائيين الاجتماعيين مفادها أن كل الأعمال التى لا يعرف صاحبها فى المدرسة تسند إلى الأخصائى الاجتماعى , ما حقيقة هذة المقولة ؟ وهل هنالك أعمال تسند للأخصائى لا تدخل فى صميم عملة ؟
يجيبنا سليمان المعمرى : انة يحدث أحيانا تداخل فى دور الأخصائى الاجتماعى مع أدوار أخرى فقد يقوم بدور الموجة المهنى والأخصائى النفسى وغيرها من الأدوار التى لم يؤهل لها . لذا لابد من تأطير عمل الأخصائى الاجتماعى وهذا ما سعت إلية وزارة التربية والتعليم مؤخرا بتخصيصها وظائف جديدة تحت مسمى أخصائى توجية مهنى وغيرها من الوظائف التى كان يطلب من الأخصائى سابقا القيام بها . ويقول مصبح المعمرى : لا أشعر أن قيام الأخصائى الاجتماعى بطباعة بعض التقارير أو الأشياء المتعلق بالهيئة الإدارية قد يعطلة عن عملة الأصلى فهنالك نماذج من الأخصائيين الذين استطاعوا التوفيق بين العملين وهذا فى النهاية يرجع إلى الأخصائى نفسة وقدرتة على التعامل مع الأمور . ويقول سليمان بن خليفة المعمرى أخصائى نفسى بالمديري العامة للتربية والتعليم بمنطقة الظاهرة : هناك معلومة يعرفها أغلب الناس عن الأخصائى الاجتماعى مفادها أن الأخصائى الاجتماعى هو حلال المشكلات عند الطلاب وهذة معلومة خاطئة فالأخصائى هو موجة ومساعد فى حل المشكلات , كما أتساءل إذا كان الأخصائى الاجتماعى يرعى جميع الفئات من الطلاب كالموهوبين والمتميزين والمتأخرين دراسيا وغيرة فماذا سيبقى للمعلم من دور حتى يقوم بة ؟ إن الأخصائى الاجتماعى لايستطيع القيام بجميع هذة الأدوار بمفردة وإنما يأتى دورة مساعدا لأدوار الأخرين كالمعلم الذى يتوجب علية وضع خطط علاجية للمتأخرين دراسيا مثلا . وتقول أمل الكلانية : لدينا دليل يوصف طبيعة عمل الأخصائى الاجتماعى ومع ذلك نقوم بالأعمال الإدارية التى تعفى أى إدارة مدرسة الأخصائى الاجتماعى منها , والسؤال لماذا يحرم الأخصائى الاجتماعى من العلاوة الإدارية رغم قيامة بكل تلك الأدوار ؟
" صعوبات تعرقل المشوار ":
1) ويقول عادل الهنائى أخصائى اجتماعى : أنة فى بداية عمل الأخصائى
الاجتماعى يتوقع الأخرين أن لدية العصا السحرية التى يمكن عن طريقها حل جميع المشكلات وهذا قطعا غير منطقى كما أن الإعلام التربوى لا يعطى مساحات للحديث عن عمل الأخصائى الاجتماعى وأهميتة .
2) كما يقول مصح بن سيف المعمرى : أن هناك بعض الأخصائيين لديهم الكثير من المشاكل الخاص بهم والتى تحول دون تأديتهم لعملهم كأن يكون الأخصائى لا يرغب فى المدرسة التى وضع فيها , أو أنة يعانى من بعض العقد النفسية التى تمنعة من التواصل مع الطلاب ., لذا لابد قبل تعيين هؤلاء الأخصائيين من دراسة شخصياتهم ومعرفة مدى قدرتهم على العطاء فى المدارس . ويقول حميد الناصرى قد تنجم بعض المشكلات الأخصائى عند خروجة للزيارات الميدانية مثل عدم تفهم أولياء الأمور لأهمية هذة الزيارات فيمتنعون عن إستقبالة وخلافة .
3) يقول قاسم العلوى : الصعوبة التى تواجهنا هى الفترة الطويلة التى يحتاجها الطالب لكى يبدأ الثقة فى الأخصائى الاجتماعى وتقبلة .
4) يرفض بعض أولياء الأمور تصديق أن أبنائهم يحدثون مشكلات معينة فى المدرسة وبالتالى يرفضون الحضور للمدرسة عندما يستدعيهم الأخصائى .
5) وتقول شيخة المحروقية : الوقت الطويل والجهد الذى يستهلك فى اليارات الميدانية مما يأخذ كثيرا من وقت الأخصائى الذى يفترض فية أن يقوم بأعمال أخرى ,كما لم يتعاون المعلم مع الأخصائى فى بعض الأحيان فى رعاية بعض الطلاب داخل الصف ببرامج أو أنشطة معينة بحجة أن مشغول.
6) عدم وجود مكتب مستقل للأخصائى الاجتماعى , فلا يمكن للطالب أن يلجأ للأخصائى وهو يعرف أن مكتبة مشترك مع أحد .
7) ترى آمنة : أن الأخصائى يفتقر إلى الأجهزة والتقنيات التى تساعدة على تقديم البرامج الإرشادية والتوجيهية للطلاب .
تقول فاطمة العلوية : أهم مشكلة تواجة الأخصائى الاجتماعى هى أن كل ما يخص الطالب من مشكلات يرمى على عاتق الأخصائى حتى ولو كانت بسيطة ويسهل على المعلم حلها , فليست كل المشكلات تحتاج إلى تدخل الأخصائى الاجتماعى وإنما توجد مشكلات بسيطة يمكن للمعلم حلها .
" توصيات ":
*إصدار نشرة تنبة الهيئة الإدارية بالمدارس بعدم إسناد مهام إدارية للأخصائى الاجتماعى .
*اختيار الشخص المناسب من الأخصائيين لحضور المشاغل المركزي والذى لدية القدرة على نقل ما استفادة إلى زملائة الأخصائيين فى المنطقة التعليمية .
*توفيرأكثر من أخصائى اجتماعى فى المدارس ذات الكثافة الطلابية العالية .
*توفير مكتب مستقل للأخصائى الاجتماعى فى المدرسة وكذلك توفير القرطاسيات التى يحتاجها فى عملة .
*تعيين الأخصائى الاجتماعى فى ولايت كلما كان ذلك ممكنا ليسهل عملة فى بحث الحالات الطلابية .
*زيادة عدد مشرفى التربية الإجتماعية فى قسم التوعية الصحية والتغذية ليتسنى لهم متابعة عمل الأخصائيين الاجتماعيين وتقديم البرامج التدريبية لهم .
* زيادة تفعيل دور اللجنة الإجتماعية بمجالس الآباء والأمهات لإستفاد منها فى تفعيل علاقى الأخصائى الاجتماعى بولى الأمر .
*إتاحة الفرص للأخصائيين الاجتماعيين لمواصلة الدراسة فى المجالات التى يعملون بها ليستطيعوا التعامل مع حالات الطلاب النفسية مع توفير أخصائى نفسى بكل مدرسة .
*تبادل الزيارات بين الأخصائيين الاجتماعيين داخل المنطقة وخارجها .
سلطنة عمان – وزارة التربية والتعليم ,
دورية التطوير التربوى
-السنة السادسة – العدد الثامن
والثلاثون – نوفمبر 2007م
إعداد وإدارة الحوار : تونس المحروقي