الآثار الاجتماعية لانهيار سلطة الدولة في العراق: دراسة ميدانية
أطروحة دكتوراه مقدمة من رباح مجيد الهيتي، الى مجلس كلية الآداب بجامعة بغداد، لنيل درجة الدكتوراه فلسفة علم الاجتماع.
اشراف أ. د. ناهدة عبدالكريم حافظ
مر المجتمع العراقي بحقبة زمنية اكتنفها القلق والإحباط؛ نتيجة للحروب المتتالية والحصار الاقتصادي الدولي الذي أنهك المجتمع العراقي، وسط سلطة دكتاتورية قوية، تعتمد القوة أساسا لشرعيته. لذلك بات المجتمع العراقي يعيش كوابت اجتماعية نفسية كثيرة، لا يجرؤ في أغلب الأحيان على تنفيس هذه الكوابت خوفا من سلطة لا ترحم.
وقد مر المجتمع العراقي في فترة ما بعد غزو الكويت، أي بعد عام ١٩٩٠ ) بمحاولات جريئة للتنفيس عن هذه الكوابت، من خلال الانقلابات) والتمرد على السلطة، ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها ولم تأت أكله ا، إلى أن أتت (الفرصة الواقعية لانهيار سلطة الدولة عن طريق العدوان العسكري عام ( ٢٠٠٣
الذي انفجرت فيه كل الكوابت المستترة عن الحروب المتتالية، والحصار القاسي، وضغط وظلم السلطة السياسية، التي عبر عنها قسم من أبناء المجتمع بالسخط والانتقام والحقد والمصالح الشخصية والانتهازية والولاءات الجزئية، وكان الوطن هو الضحية الأولى في ذلك.
ومما شجع ذلك وساهم فيه، سلطة وقوات الاحتلال، التي صارت واقع حال، فهي أول وأكبر الآثار الاجتماعية لانهيار سلطة الدولة في العراق، وما تبعه من آثار هو نتيجة لهذا الاحتلال.
٢٠٠٣ إلى /٤/ وقد كانت الدراسة الحالية تشمل ا لمد ة الزمنية ( ٩ ٢٠٠٤ )، فضلا عن التركيز على العوامل التي ساهمت في وصول سلطة /١٢/٣١ الدولة إلى الانهيار، إذ كانت ا لمدة المذكورة هي الأكثر وضوحا، وقد عايش الباحث -حاله حال جميع العراقيين الموجودين داخل العراق - أغلب آثارها، وكان شاهد عيان، وملاحظا علميا لدراسته.
ومما تجدر الإشارة إليه أننا نرجو أن تكون هذه الدراسة مفيدة في الحياة الاجتماعية الواقعية التي يعيشها المجتمع العراقي، بعد انهيار سلطة الدولة في العراق ودخول قوات الاحتلال وما صاحبها من آثار، علما إن هناك دراسات أو استطلاعات عامة للرأي، لكنها محددة جدا من ناحية المجال الذي ناولته، كأن تقوم هذه الدراسات أو الاستطلاعات بدراسة المقاومة فقط، أو استطلاع عام للرأي بخصوص رأي العراقيين في الاحتلال.. وهكذا.
وقد اعتمد الباحث في هذه الدراسة على منهج المسح الاجتماعي، مستخدما ومستعينا بعدة أدوات ووسائل لجمع البيانات والمعلومات، وقد عززت بيانات البحث ومعلوماته بملاحق، تضم الصور الفوتوغرافية والمنشورات والكتب الرسمية، التي ساعدت الباحث في تفسير الظواهر بدقة وواقعية.
إلا أن هذه الدراسة أُنجزت في ظروف اجتماعية وسياسية وأمنية سيئة وصعبة، لذا يدعو الباحث الباحثين الآخرين إلى تتمة المشوار، ودراسة الآثار الاجتماعية للموضوع دراسة علمية، في ظروف أفضل اجتماعيا وسياسيا وأمنيا، ولفترات زمنية تمتد أطول مما جاء في البحث.
وقد تضمن هذا البحث بابين : الباب النظري والباب الميداني، إذ احتوى
الباب الأول (الجانب النظري ) على أربعة فصول، كان الفصل الأول : الإطار المرجعي للبحث ، متكونا من أبعاد البحث وأهم المفاهيم والمصطلحات الواردة في البحث، ودراسات سابقة.
أما الفصل الثاني : فقد تناول نظريات وتوجهات الدراسة ، أما الفصل الثالث :فقد تناول انهيار سلطة الدولة ، فيما تناول الفصل الرابع : الآثار الاجتماعية لانهيار سلطة الدولة في العراق.
أما عن الجانب الميداني للبحث –الباب الثاني - فقد احتوى على ثلاثة فصول، كان الفصل الخامس : يمثل الإطار المنهجي في البحث ، متكونا من منهج الدراسة ونوعيتها واختيار عينة البحث ومجتمع البحث ووحدة العينة وأدوات جمع البيانات والمعلومات ومجالات البحث الثلاثة (البشري – المكاني – الزمني)، ومن ثم فرضيات البحث، أما الفصل السادس: فتناول نتائج الدراسة وتحليلها وتفسيرها،
وفيما يخص الفصل السابع: فقد تناول استخلاصات نظرية وميدانية.
ثم ختم البحث بقائمة المصادر والمراجع فضلا عن الملاحق المستخدمة في البحث وأخيرا خاتمة البحث باللغة الإنكليزية.
وفي الختام فإن الباحث يحمد الله ويشكره على إنجاز هذا البحث بصورته الحالية، الذي استمد فيه العون من الله فهو نعم المولى ونعم النصير ومن كل من ساهم فيه . وإذا كان الباحث قد أخط أ فهو يرجو غفران خطئه والسير بعده بخطى صحيحة متجنبين هذا الخطأ وإن كان أصاب ونجح وأفلح فلله الحمد والشكر