الزي الشعبي يحتل حيزا كبيرا في الحياة اليومية في المجتمع السوري
الزي النسائي الشعبي في محافظة حمص
من طلال الكايد دمشق - 30 - 5 (كونا)
-- يحتل الزي الشعبي حيزا كبيرا في الحياة اليومية في المجتمع السوري ويختلف الزي باختلاف المناطق لذا بدأت جهات معنية عدة بتكثيف جهودها لابراز هذا الفلكلور عبر اقامة المعارض الدورية.
واقام الاتحاد النسائي السوري معرضا للازياء الشعبية النسائية في سوريا مسجلا بانوراما لتاريخ لباس النساء السوريات الذي مازال حاضرا في المدينة والبادية والريف بالرغم من انتشار الازياء الحديثة.
وتتصف الازياء الشعبية النسائية في كافة انحاء سوريا بأنها مريحة وعملية وجميلة فهي طويلة رغبة في الاحتشام وعريضة وواسعة ليكون الثوب مهيبا مريحا اما بسبب المناخ او ليساعد على الحركة والعمل الا انها تختلف في بعض الاشياء او التسميات حسب المناطق والاجناس والاعمار والوضع العائلي.
وتتنوع ملابس النساء التراثية في دمشق وريفها حيث انها مؤلفة من لباس الرأس والبخنق وهو عبارة عن برقع صغير ليغطي الرأس والخمار وهو من أغطية الرأس وله أهمية عند المرأة لستر الرأس والعنق وجزء من الصدر والنقاب الذي تضعه المرأة على وجهها عند خروجها من المنزل الى السوق ويتميز بشيء من الشفافية اضافة الى الملاءة السوداء والعباءة السوداء الطويلة التي تصل الى اسفل كعب القدم.
من جانب اخر فان الزي الشعبي لنساء محافظة السويداء (الدروز) يتألف من التنورة والمملوك الذي يوضع على الخصر ويكون بطول التنورة و (الدامر) أي الجاكيت الذي ترتديه السيدة فوق البدلة و (الصاية) وهو من القماش الحريري الاسود ومزين بقفل تحت الصدر من الفضة مع خمس ليرات من الذهب.
وترتدي النساء في السويداء ايضا (اشبكان) وهو جوخ مطرز بالحرير والشرشف الذي يوضع على الاكتاف والطربوش المزدان بالذهب وترتديه النساء مع كافة الازياء و (الشوالق) توضع على جانبي الطربوش فوق الاذن والفوطة توضع فوق الطربوش كما ترتدي (الشكل) وهو عبارة عن عقد مرصوص بصف ليرات ذهبية مصفوفة بعروة من الحرير الاسود و (الكردان) وهو عقد ذهبي طويل.
وفي درعا (حوران) يتألف زي المرأة من لباس الرأس وهو عبارة عن عصبة سوداء تلف على الرأس ثلاث لفات وتعقد من الخلف تسمى (الرمايات) و (الشمبر) او الملفع ويوضع تحت العصبة اما الثوب او (الشرش) المصنوع من الكتان او المخمل فتختلف الوانه وفقا لسن الزرأة حيث تغلب الالوان الداكن والسوداء للكبيرات في السن فيما ترتدي الشابات الالوان الزاهية.
وتطرز جوانب الثوب واكمامه وعلى الصدر بمطرزات جميلة مستوحاة من البيئة ويكون (الشرش) على شكل رقم 7 الذي يدل على التفاؤل والحظ فيما ترتدي الفتاة في حوران (السلك الاحمر) اي (الشماغ) اضافة الى الثوب الطويل وغالبا ما يكون خمريا وكحليا مطرزا بألوان زاهية.
وفي المناطق الشرقية يتألف اللباس الشعبي للمرأة في الرقة من الثوب الداخلي ويسمى (كصيرة) ويكون من القماش الملون غير الشفاف ويلبس فوقه الثوب الخارجي وله اكمام عريضة تعقد على الظهر تسمى (الشلاحيات).
وترتدي المرأة (الزبون) وهو يشبه العباءة او القميص الطويل وهو مفتوح من الأمام وعصابة الرأس وتتكون من قطعتين الأولى مستطيلة الشكل او مربعة وتسمى (الهبرية) وهي مصنوعة من الحرير الملون تعلوها القطعة الثانية اضافة الى الحزام الذي يربط به وسط الجسم و (الدراعة) والعباءة وهي غطاء مصنوع من الحرير الصناعي وغالبا يكون لونها اسود.
وفي المدن الفراتية كدير الزور يتألف من العصابة على الرأس والفستان (القزية) نسبة للحرير الطبيعي المصنوع من دودة القز والعباءة السوداء و (القنوع) الذي تغطي به النسوة الوجه.
وفي المناطق الوسطى يتكون لباس المرأة من تنورة طويلة تسمى (خراطة) مع منديل أسود يغطي الوجه اما في حماة فهو عبارة عن ثوب من الحرير الطبيعي.
وفي الساحل يتميز لباس المرأة بألوانه وزخرفته وهو عبارة عن ثوب رئيسي من الجوخ او المخمل ويسمى (البدلة) ويطرز بمطرزات متموجة أو متكسرة بألوان تتماشى مع لون الثوب وقد يجعلن على الصدر عدة ثنيات مستقيمة ومتوازية اما لباس الرأس فيتألف من طربوش أحمر قصير ملفوف عليه وشاح مصنوع من الحرير الطبيعي.
وتحرص النساء في سوريا على ارتداء الحلي التي يدل اختيارها على المهارة والذوق والانسجام والتناغم بينها وبين الازياء التي ترتديها ومن هذه الحلي (العرجة) وهي طاقية فضية يتدلى منها (شرابات) من الفضة تتأرجح على جبين التي ترتديها والقلادة (الكروان) وهي طوق تضعه المرأة في عنقها مؤلف من سلسلة ذهبية تتدلى منها عدة (مخمسات) ذهبية غالبا ما يكون عددها فرديا و (السفائف) وهي اساور ذهبية او فضية تلبس في المعصم.
ومن الحلي المشهورة مسكوكات الذهب مثل (الرشادية) نسبة للسلطان رشاد و(الحميدية) نسبة للسلطان عبد الحميد و (العزيزية) نسبة للسلطان عبد العزيز والانجليزية ومن الفضة (المجيدية) نسبة للسلطان عبد المجيد وهناك ربع مجيدية ونصف مجيدية.
وتعطي الازياء الشعبية النسائية في سوريا صورة واضحة عن المجتمع القديم ذي العلاقات الاقتصادية والاجتماعية وهذه الازياء هي صورة لتفاعل الانسان مع المحيط والبيئة حيث راعى الانسان في لباسه فصول السنة وحركة الاعضاء العاملة وطبيعة الارض والجلوس والحشمة والوقار والانسجام مع طبيعة السلوك في المنطقة.(النهاية) ط ك / م ه ا
الزي النسائي الشعبي في دمشق
الزي النسائي الشعبي في محافظة السويداء
الزي النسائي الشعبي في محافظة دير الزور