أوصت دراسة قطرية بضرورة إعادة النظر في استخدام بعض المفاهيم والتسميات المتعلقة بشريحة الأيتام كاستبدال تسمية اللقيط أو اللقطاء بالأطفال مجهولي
الأبوين أو الأيتام ومن في حكمهم إلى جانب تطوير المناهج الدراسية في المراحل الدراسية المختلفة لخدمة قضايا الدمج الاجتماعي وتحفيز الطلاب على
المساهمة في رعاية هذه الشريحة وتشجيع البحث العلمي والدراسات في مجال رعاية الأيتام بهدف المتابعة المستمرة للتغيرات التي تحدث في البيئة وتؤثر على
شريحة الأيتام. جاء ذلك في الدراسة التي قدمتها المؤسسة القطرية لرعاية الايتام دريمه تحت عنوان ( توفير البيئة الآمنة للأيتام : معايير وأشكال رعائية
نموذجية) في مؤتمر الأيتام الثاني الذي عقد مؤخرا بالبحرين. كما أوصت الدراسة بالتركيز على التوعية والدمج الاجتماعي حيث انهما الآليتان الأكثر ملائمة
لتحقيق أهداف المؤسسات وللوقاية من أسباب اليتم بأنواعه المختلفة ورفع مستوى قدرة المجتمع على استيعاب الأيتام ،إعطائهم فرصاً وخيارات أسوة بالأطفال
غير الأيتام والتعامل معهم باعتبارهم عناصر هامة لتحقيق الاندماج الاجتماعي على خلفية تحقيق العدالة الاجتماعية والتي تصب في خدمة التنمية. وفي هذا الإطار يمكن التركيز على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة باعتبارها من أهم وأسرع وسائل التوعية ولها دور فاعل في التعبئة والتغيير، وذلك
عبر استخدامها كمنبر عام وإدراج بعض الفقرات الخاصة والمتخصصة لاسيما في برامج الأطفال الى جانب تعزيز القيم الاجتماعية التي تحث على رعاية
اليتيم والاهتمام به من خلال برامج تدخل متخصصة تساهم فيها كل الأطر الاجتماعية وخاصة علماء الدين نظراً للدور الذي يقومون به في توجيه الخطاب الديني لخدمة هذه الشريحة ( على مستوى النظرة تجاه اليتيم بشكل عام والتشجيع على احتضان وكفالة الأيتام بشكل خاص). واكدت ايضا على أهمية الأسرة
والأسرة الممتدة باعتبارها البيئة الأمثل لتربية الأيتام وأن الرعاية والإيواء خارج نطاق الأسرة يجب أن يكونا مؤقتين ومحدودي المدة لحين توفير البيئة الأسرية
المناسبة والعمل على إصلاح البيئة لإعادة دمجهم فيها لاحقاً ( وهكذا فإن زوال الدوافع لإيواء الأيتام مرتبط بانتفاء وبمعالجة مسببات استضافتهم). واكدت
الدراسة على أهمية الشراكة والتشبيك على المستوى المحلي بهدف حشد كل طاقاته وتوجيهها لرعاية هذه الشريحة وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي
لتبادل الخبرات بين المؤسسات العاملة في هذا المجال ضرورة اعتماد معايير محددة يتفق علىها على مستوى المؤسسات العاملة في مجال رعاية الأيتام بهدف توحيد الأسلوب الرعائي المتبع من أجل تحقيق أعلى مستويات الرعاية وقياس مدى نجاح المؤسسات في توفيرها استناداً على هذه المعايير. كما اقترحت تكوين
شبكة عربية للمؤسسات العاملة في رعاية الأيتام تتولي متابعة تنفيذ بعض التوصيات السابقة وخاصة المتعلقة بتوحيد معايير رعاية الأيتام واعتماد أساليب حديثة في إدارة المؤسسات العاملة في رعاية الأيتام بالصورة التي تضمن الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة لتحقيق أعلى معدلات الأداء الى جانب العمل على تأهيل الكوادر العاملة في مجال رعاية الأيتام ودعم التخصصات الدراسية التي توفر هذه الكوادر في الجامعات العربية وتوفير التدريب المناسب للعاملين في هذا
المجال توفير رعاية خاصة للموهوبين من شريحة الأيتام لتوفير فرص التقدم والتميز للمساهمة في تقديم نماذج لأيتام متميزين بما يحفز هذه الشريحة على التطور والإسهام الفاعل في المجتمع. وكانت الدراسة التي اعدها فريق العمل في المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام ( دريمه) قد اعتمدت على اعتبارات نظرية وعملية فاستندت على إطار نظري يعتمد نظرية ابراهام ماسلو Abraham Maslow (1908 -1970) ل
تدرج الحاجات الإنسانية ليطرح مشكلة عجز اليتيم عن إشباع هذه الحاجات بنفسه وضرورة تدخل طرف آخر لتحقيق وإشباع هذه الحاجات عبر أشكال مختلفة من الرعاية تفترض الورقة أن يكون لها معايير لتقيس
مدى ملاءمة أشكال الرعاية هذه وقدرتها على إشباع هذه الحاجات وتنبه الورقة لمخاطر انعدام هذه الرعاية على الطفل والمجتمع ،كل ذلك من خلال مقاربة ميدانية طالت النواحي كافة، وتختم الورقة بتوصيات علها تكون مفيدة للمهتمين بتقديم خدمات لهذه الشريحة. ومن أهم أهداف الدراسة الوصول إلى وضع معايير
موحدة ومتفق علىها في مجال الرعاية المثلى للأيتام أقله على المستوى العربي الذي يحمل القيم والعادات نفسها لتكون مرجعاً للعاملين في هذا المجال ووسيلة لقياس مدى النجاح في رعاية الايتام. وقد بدات الدراسة بالعديد من التعاريف الهامة مثل دريمة واليتيم ومفهوم مجهولو الأب أو الأبوين و التفكك أو التصدع
الأسري الى مفهوم الحاجة اعتمدت الدراسة في اطارها العام على المنهج الوصفي في طرحها لموضوع " توفير البيئة الامنه للأيتام " مستندة إلى رؤية المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريمة) في تقديم الخدمه لفئة الأيتام في المجتمع القطري. وعلى الرغم من ذلك فقد تم اعتماد العديد من الأدوات والتقنيات
البحثية في جمع المعلومات كالمقابلات المفتوحه ، والاستبيان والملاحظة، على خلفية التأكيد على أهمية ربط الميدان بالاطار النظري العام لأشكال الرعاية.
وتستند هذه الدراسة على الأساس العلمي لنظرية الحاجات التي طرحها مازلو حيث صنف حاجات الإنسان بالتفصيل في هرم الحاجات الذي ابتكره واشار إلى ان الحاجات الإنسانية يمكن ترتيبها تصاعدياً بعد إشباع الحاجات الأساسية الدنيا وذلك تبعاً لالحاح الحاجة أو ضرورة إشباعها. ثم استعرضت الدراسة التطور التاريخي لمفهوم رعاية الأيتام في دولة قطر وقد القت الضوء على الاشكال التي اتخذها هذا المفهوم في مراحل زمنيه سابقه مروراً بنقل صورة وافية عن
الواقع الحالي في اطار دور القياده ومؤسسات المجتمع المدني ،وصولاً إلى إبراز دور المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام (دريمه) كجهة تتفرد برعاية هذه الفئات باعتمادها اسلوباً علمياً متخصصاً. ثم تناولت الدراسة معايير البيئة الآمنة التي يعيش فيها الايتام وذلك لقياس فعالية الدور الذي تلعبه الرعايه الاجتماعية للأيتام، لابد لنا من التطرق إلى ابرز واهم المعايير التي من شأنها ان تشكل القاعده الأساسية التي يمكن ان تحقق إشباع احتياجات الطفل اليتيم وفي مختلف مراحل
نموه. وقد ربطت الدراسة هذه المعايير، باشكال ونماذج الرعاية الاجتماعية المتبعة عالمياً، على ضوء ما يمكن لكل نموذج ان يحققه في مجال إشباع الاحتياجات المختلفة، وتجدر الاشاره إلى أن ما قامت بوضعه الدراسة من معايير الرعاية يستند بشكل أساسي على ما نصت علىه اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحده 44/25 بتاريخ 20/11/1989 ووضعت حيز التنفيذ بتاريخ 2/11/1990
وفقاً للمادة 49 . وقد وضعت الدراسة أربعة محاور تشكل البنية الأساسية التي تنطلق منها معايير رعاية الأيتام وهي: محور نوعية الخدمات. محور المدة الزمنية المحددة للخدمات. محور الدمج الاجتماعي والتوعية. ومحور الكوادر المتخصصة. قدمت الدراسة ايضا عدة معايير فلسفية ومبادئية مثل الصدى
الايجابي الذي يمكن للمؤسسة ان تحققه في المجتمع ( الصورة الذهنية) والموقف من نظرية الأسرة باعتبارها البيئة المناسبة لتنشئة الطفل اليتيم. الى جانب
النظرة إلى الأسرة باعتبارها شريكا اساساي في إشباع حاجات الأيتام والتوجه نحو لم شمل الأسرة وعدم تفريق ابناءها. والتوجه نحو الأسرة باعتبارها البيئة
الأكثر أمنا ومواءمة لتنشئة الطفل. واخيرا قياس الاثر والتقييم والتحسين المستمرين للخدمات المقدمة. استعرضت الدراسة أشكال الرعاية الاجتماعية لفئات الأيتام المتبعة على المستوى العالمي والتي اكدت الدراسة على اختلافها فيما بينها من حيث نوعية تقديم الخدمة أو تصنيفها لفئات الأيتام أو لجهة قدرتها
الاستيعابية والاستقطابية لهم ،وذلك تبعاً للثقافة السائدة في المجتمعات فهي متفاوتة مثلاً بين البلدان العربية والغربية وفقاً لمحددات ومعايير يصوغها القيمون على وضع السياسات الاجتماعية في البلاد. وغالباً ما تنطلق أشكال تلك الرعاية في البلدان العربية الإسلامية من أصول الدين الإسلامي والسنة النبوية على قاعدة " أنا وكافل اليتيم كهاتين " وأشار بيده إلى السبابة والوسطى. أما في الغرب ، فكثيراً ما يرتبط مفهوم الرعاية الاجتماعية للأيتام بمحددات تم وضعها على أساس
قيم المجتمع المدني والتي غالباً ما ترتكز على رعاية الأيتام من فئة مجهولي الأبوين مثلاً على معالجات قد تختلف جذرياً عن ما هو قائم في البلدان الإسلامية كالمعالجة من خلال عملية التبني على سبيل المثال لا الحصر. وقد عرضت الدراسة أشكال الرعاية الاجتماعية للأيتام ومن في حكمهم عالمياً، ومن أكثر
النماذج اتباعا وشيوعاً : 1- المؤسسات المركزية. 2- قرى الأطفال. 3- الاحتضان. 4- دعم ومساندة اليتيم في بيئته الأسرية الممتدة وحرصا على جودة
للخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات توقفت الدراسة عند عدة نقاط تتمثل في : أ - المربيات المسؤولات عن التربية المباشرة للأطفال ب - الجهاز الفني المتخصص ج - نوعية الخدمات الفندقية المقدمة د - الدمج الاجتماعي ه - مخاطر متفرقة نموذج قرى الأطفال - SOS قدمت الدراسة قرى الاطفال كنموذج
خاص من أشكال الرعاية على أساس توفير الحد الأدنى من العناية الأبوية المفقودة لدى الأيتام من خلال تأمين نوع من الجو الأسري والذي يكاد يشبه الأسر
الحقيقية التي فقد معناها منذ نعومة أظافرهم. وتقوم فكرة قرى الأطفال sos الخاصة برعاية الأطفال على المبادئ الأربعة التالية: 1- الأم: يعيش الأطفال في ا
القرية مع أم بديلة تمنحهم الحب والحنان والأم ليس لها ارتباطات عائلية حيث أنها تكرس حياتها للأطفال الذين ترعاهم ومن خلال الأم يتعلم الأطفال معنى الحب و الأمان. 2- الأخوة و الأخوات : كل عائلة من عائلات ال sos تتكون من سبعة إلى تسعة أطفال، من البنين والبنات في أعمار مختلفة، يعيشون مع أمهم كأي أسرة طبيعية î و كما هي العادة لا يُفرق الأشقاء الحقيقيون عن بعضهم. 3- البيت: كل أسرة في ال sos تعيش في بيتها الخاص الذي يوفر للأطفال الدفء والأمان، فهم يشعرون بالحماية بين جدرانه. 4- القرية : تتكون قرية الأطفال sos عادة من عشرة إلى خمسة عشر بيتاً، و قرى الأطفال sos تقع في
بيئة جميلة بالقرب من تجمع سكاني، فالهدف هو خلق حلقة وصل بين البيئة المحيطة والأسرة كنوع من الدمج مع المجتمع المحلي. وأكدت الدراسة على ان قرية الأطفال sos هي مؤسسة خاصة غير ربحية لا تخضع لأي تيار سياسي أو حزبي أو ديني أو عرقي تعمل على مساعدة الأطفال الأيتام والمحرومين والمحتاجين وتقدم لهم بيئة أسرية دائمة و فرصاً للتعلم والانخراط في المجتمع. ينشأ الأطفال على ديانتهم وثقافتهم الأصلية ويتعلمون في روضة ومدرسة القرية
وتقدم القرية الرعاية الكاملة لأطفالها حتى يصلوا سن الاعتماد على النفس والاستقلال وكل شاب أوفتاة يملك اختيار الدراسة أو الحرفة التي تناسبه ويراعي تفريق سكن الأولاد عن البنات حسب التعاليم الدينية وينقل الشاب من سن 12 سنة إلى بيوت للشباب تبنى بجانب القرية لتأكيد استمرار العلاقة بينهم وبين
أمهاتهم وأسرهم في القرية. وقد ألقت الدراسة الضوء على أبرز المخاطر والنتائج التي قد تتولد نتيجة لانعدام البيئة الآمنة المنشودة. وقد اختتمت الدراسة بتسليط الضوء على احدي المؤسسات العاملة في هذا المجال لمعرفة مدى استجابة التطبيق العملي لهذه المعايير بهدف الخروج بتوصيات تمكن من تقديم الرعاية
بصورة نموذجية متفقة مع هذه المعايير وهي المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام في دولة قطر كنموذج رعائي. ) فقدمت خلفية تاريخية حول المؤسسة ورسالة وقيم دريمه والفلسفة التي تنتهجها المؤسسة والاهداف العامة للمؤسسة والفئات التي ترعاها دريمه وخدماتها التي يمكن تقسيمها الى قسمين رئيسيين يعنى الأول بالخدمات الداخلية (خدمة الإيواء وملحقاته ) أما الثاني فيركز على خدمة الأيتام في بيئتهم الأسرية الخارجية.
المصدر منتديات الفريق الاجتماعي