الاسرة الداء والدواء

مكافحة الإدمان ، والسعى الى مواجهة خطر الإدمان يجب أن يكون من خلال منظومة شاملة ، تحتل الأسرة بؤرة هذه المنظومة ونقطة الإنطلاق فيها .

ويجب أن يعى المجتمع بأهمية دور الأسرة الذى هو شئنا أم أبينا دور فاعل ومعتبر. فالأسرة تمثل خط الدفاع والحصانة الاجتماعية الأولى والأبرز. لهذا تكون جهود المقاومة أو المكافحة معيبة وعرضة للفشل إن لم تكن الأسرة واحدة من أركان هذه الجهود الأساسية . ونشير هنا بإيجاز إلى ما يجب عمله مع أسر المتعاطين وما يجب أن تعمله هذه الأسر.
إن طبيعة السلوك داخل الأسر وخاصة سلوك الوالدين له تأثيره الكبير والواضح على بقية أفراد الأسرة. وأول ما ينبغي تأكيده هنا هو القدوة والمثال الذي يمثله الوالدان اذ لابد أن يكونا القدوة في السلوك قولا أو فعلا. إن الدراسات التى أجريت عن التعاطي أكدت أن الاطفال الذين يعشيون في أسر يوجد فيها متعاط أو أكثر - خاصة أحد الوالدين - تكون احتمالية التعاطي أكبر. فأول حصن للوقاية هو القدوة الحسنة من قبل الوالدين وبقية أفراد الأسرة.

يتضح من عدد من الدراسات والبحوث العلمية حول السلوك المنحرف أن لطبيعة ممارسات الوالدين أثرها على ذلك السلوك. فقد لا يحسن الوالدين تربية الأبناء، أو يتصف أسلوب معاملاتهم بالقسوة أو العنف أو التسيب والتدليل. أو قد يتسم جو الأسرة بالشحناء والتباغض، والقول السيئ. إن الإيذاء اللفظي بالسب أو اللعن أو الإهانة أو وصف الأطفال بصفات مكروهة فيها تحقير وتقليل من الشأن يؤثر سلبًا على شخصياتهم. وما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أهمية توعية الوالدين وتبصيرهم وتدريبهم على مهارات الأبوة والأمومة، وحسن التعامل مع أبنائهم، خاصة مع الأطفال في سن النماء والتنشئة والتغيرات الجسدية والعاطفية. أو ما تسمى مرحلة المراهقة حيث إن سوء معاملة الأسرة قد يدفع الأبناء إلى التوجه الى شلة الأصدقاء والانتماء الى جماعات خارج سيطرة الأسرة وبعيدة عن رقابتها ، ليتلقفهم رفاق السوء وقناصو الانحراف.
وهناك واجب على الجهات المهتمة والمسؤولة الرسمية والأهلية يتمثل أساسا فى مساعدة الأسر التي فيها متعاط، إذ أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية السلبية قد تكون عبئا ثقيلا على هذه الأسر فلا تسمح لها بتقديم الرعاية المناسبة لأطفالها. فلا نتوقع أن تؤدي الأسرة دورها، وهي في ضائقة مالية، أو في ورطة اجتماعية، فلا بد من حل مشكلات هذه الأسر أو مساعدتها في حل مشكلاتها، وإكسابها أساليب أفضل للتعامل والتواصل. وكذلك إكسابها قدرات ومهارات تساعدها في تحسين اقتصادياتها وارتباطها بالمجتمع.لأن هذه المساعدة هى من قبيل الإجراءات الوقائية لأفراد المجتمع ، فكما نعلم فإن المتعاط أو المدمن يحرص على استدراج العديد من الشباب والمراهقين لمشاركته ، وهناك العديد من أساليب الإغواء ، والإغراء التى تستخدم فى زيادة عدد المتعاطين فى طريق الإدمان المظلم، ومن المسلمات الأولية أن أهم خطوات المواجهة هى الوقاية فإن كان هذا صادقا على الكثير من الأمراض فإنه أكثر صدقا وانطبقاقا على الإدمان . فما ينفقه المجتمع هنا له مردود ايجابى على أعضاء المجتمع عامة .
من هنا فإن من المهم للغاية رفع الكفاءة الاجتماعية للأسرة من حيث توثيق ترابطها مع المجتمع المحلي، ومؤسساته وموارده، وتحسين علاقتها بالجوار، وجعل الجوار منظومة متساندة متعاضدة فهي تعمل جميعها في سبل تحقيق مصالحها كلها، ومواجهة ما يعترضها من مصاعب.
ويجب أن نضع فى الاعتبار أمر هام وهو أن يكون التركيز في العمل الأسري على الأسرة ككل، وليس على الفرد المتعاطي. فالتركيز على المتعاطي فيه اختزال للمشكلة وحصر لها فى فرد قد يكون عرضا لاضطراب كامل الأسرة ، ومن بديهيات العلاج هو التركيز على أصل الاضطراب والخلل وليس على أعراضه . اذا كنا جادين فى العلاج.
فالتركيز على الأسرة يجعل الاهتمام أوسع، ويجعله منهجيا لتحقيق تغييرات إيجابية إصلاحية في بناء الأسرة. وما يجعل إصلاح المتعاطي نتيجة طبيعية لهذه الجهود، ومنها إشعاره بأهميته داخل نطاقها وليس بإشكاليته وسوء صنعه. أي ينبغي أن يتم بناء وتشكيل بيئة صالحة مقاومة للانحراف، وفي الوقت نفسه داعمة لمن يقع فى الخطأ ليقلع عن خطئه ويشعر بأن هذا الإقلاع له قيمة كبرى تتجاوز شخصه وتعم على الأسرة بكاملها ، وهذا فى حد ذاته يمثل حافزًا ، وتشجيعًا واسهاما فى تقويم سلوك أفراد الأسرة كلها . والعمل على زيادة الاهتمام بتقويم سلوك أعضائها لتحظى بالدعم والمساندة ، واكتساب حيثية اجتماعية فى مجتمعها الأكبر .

جد انت رائع .....

مشكور عقيد
موضوع روعة

شكرا على الردود

شكراً على الموضوع المفيد

شكراً على الرد

شكراً لك
يعطيك العافيه
مشكوررررررررررر

شكراً على الرد
مرور جميل

يسلمو موضوع جميل جدا تقبل مروري

شكراً على المرور

شكراً شكراً على
الرد

يسلمو

شكراً شكراً على
الرد