مقدمة :
رغم أن السنة الأولى من الزواج هي بوابة الدخول إلى عالمه ، وهي مرتبطة في الأذهان بالمتعة وانبهار الاستشكاف الأول ، وبهجة الوصل بعد طول ترقب ، إلا أن الإحصائيات تطلعنا على حقائق مزعجة ، ففي عام 2001 بلغت نسبة حالات الطلاق بين المتزوجين الجدد، 40 في المائة في مصر .
وإذا لم يجعل الطرفان من السنة الأولى سنة التعارف والتآلف ، فقد يخسران بذرة الأسرة .. إلى الأبد :
كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بمصر في أوائل عام 2005، عن أرقام مذهلة، فيما يتعلق بالطلاق في مصر، إذ قال :
• إن هناك حالة طلاق تقع كل ست دقائق.
• ومن بين كل 100 حالة زواج، تتم في القاهرة، ينتهي 33 حالة منها بالطلاق .
• 90 ألف أسرة تتفكك سنويا نتيجة الطلاق.
• تسجل مصر أعلى معدلات طلاق في الدول العربية، تليها الأردن، ثم السعودية، فالإمارات، والكويت، ثم البحرين، وقطر، والمغرب.
وعن أسباب الطلاق : ظهر أن :
• 42 في المائة منها بسبب ضيق حال يد الرجل.
• و25 في المائة بسبب تدخل الأهل.
• و12 في المائة للسلوك السيئ لأحد الزوجين.
• 6.5 في المائة من حالات الطلاق، بسبب تحريض أهل الزوج .
• 5.3 في المائة لتحريض أهل الزوجة.
ماذا يعني أن أكون زوجاً / زوجة :
يعرف البعض الزواج باعتباره علاقة بين اثنين لهما تاريخ مختلف ومستقبل مشترك ، وعلى الزوجين أن يضعا هذا التعريف نصب أعينهما ليعلم كل منهما أن للآخر تاريخه المختلف فيراعي خصوصيته ، وأن ثمة مستقبلاً مشتركاً ينبغي أن يبنياه سوياً فيضحي من أجله ببعض رغباته الخاصة.
ما الذي أنت قادم به من بيت أسرتك :
لست صفحة فارغة حين بدأت إنشاء أسرتك الجديدة ، وأنما أنت قادم من بيت أسرتك بالكثير .. أهمه ما يلي:
سمات الشخصية : لكلٍ من الطرفين سمات شخصيته التي قد تتباين مع الآخر ، وينبغي أن يتحسسها كل طرفٍ برفق حتى يراعي سمات الآخر في التواصل معه.
المعتقدات والمخطوطات المعرفية : يستمد الفرد مخطوطاته ومعتقداته واتجاهاته في الحياة من تجاربه داخل أسرته وخبراته خارجها ، ولابد لكل طرف أن يحاور الآخر ليتفهم معتقداته واتجاهاته ، ويسعى إلى تقريب ما تباين معه فيها . وإذا كان التباين واسعاً في طريقة التفكير ، أو محتوى الأفكار فيمكن أن يسبب كثيراً من الخلاف بين الطرفين دون أن ينتبها إلى أن السبب هو اختلاف أسلوب التفكير أو بناء المعتقدات .
مخطوطات الدور : هي جزء من المخطوطات المعرفية ، ولكننا أفردناها بالحديث لأهميتها في الزواج ، إذ أن كلاً من الرجل والمرأة يبدأ حياته الزوجية ولديه تصور عما ينبغي أن يقوم به ليجعل من (أسرته / أسرتها) أسرة سعيدة ، وقد تتضارب الأفكار في قضايا جوهرية فتحدث الاختلاف (مفهوم القوامة ، عمل المرأة ، واجباتها نحو أسرة الزوج ، واجبات الزوج نحو زوجته .. الخ) ، والدور هنا مقصود به : ما ينبغي أن يقوم به كل من الرجل والمرأة داخل المنزل ليجعلاه منزلاً سعيداً .
الأحلام الخاصة : لا ريب أن لكل طرف في العلاقة أحلامه عنها ، وهي تتبدى في ثنايا الحديث ، أو تتوارى خلف أنماط السلوك ، وتستشكفها العين الخبيرة ، وحلم الأمس هو واقع المستقبل.
ما الجديد في الزواج بالنسبة للزوجين :
• الانعتاق من التبعية للوالدين ، والبدء في تجربة الاستقلالية بإنشاء أسرة خاصة.
• التواصل مع شخص آخر لم تعرفه جيداً من قبل في صورته الواقعية ، والتعايش معه على مدى اليوم ، وافتراض أن حياتك ستمتد معه إلى الأبد . (حتى بعد الموت!!).
• التواصل مع أسرة جديدة ، والانتماء إليها (بالنسبة للمرأة) ، ومد دائرة القرابة إلى الأصهار (بالنسبة للرجل) . مع ما يستتبعه ذلك من تعامل مع نمط جديد من العلاقات الإنسانية لم يألفه الشخص من قبل.
الأسئلة الجوهرية التي ينبغي أن يتساءل الزوج والزوجة عنها ليبدآ رحلة السعادة:
لماذا تزوجنا ؟ : ورغم أن الجميع سيسخر من هذا السؤال .. إلا أنه مهم ، إذ يحدد الأسباب التي دفعت كل واحد منهما إلى اختيار الآخر.
كيف نجعل هذا الزواج سعيداً ؟ : بحث عن الوسائل التي تنمي العلاقة وتزيدها توطداً .
ما معوقات السعادة ؟ : تساؤل عن الأشواك الضارة في حديقة الوصل الجميل لاجتثاثها ، أو التقليل من مضارها.
ما الذي نملكه من مقومات لتجاوز هذه المعوقات : وهنا يستكشف الزوجان طاقتهما الخلاقة ، وقدراتهما الخاصة التي يمكن أن تنشيء حائط صد ، أو استراتيجية وقاية من (معوقات السعادة) .
أهم مطالب السنة الأولى :
التعارف :
يختلف الأزواج حسب أعراف بلادهم ، وخصوصيات قصة تعارفهم ، فهناك مجتمعات مسلمة تسمح بجلسات تعارف بين الزوجين في حضور الأسرة قبل الزواج ، وأخرى لا تسمح باللقاء قبل الدخول ، ولئن كانت الصورة الأولى تعطي شيئاً من التمهيد إلا أنها لا تكفي لتعرف كل طرفٍ على الآخر.
ومن الأيام الأولى للزواج يتبدى لكل طرفٍ من الطرف الآخر صفات لم يكن يعرفها من قبل ، والزوجان في حاجة إلى " استكشاف كل منهما صفات الآخر " بطريقة فيها قدرٌ من " الموضوعية الحانية ".
ويحتاج كل طرف إلى أن يعرف عن الآخر :
• أفكاره العقلانية (المساعدة على التواصل) وغير العقلانية (المعوقة للاتصال) :
ويتم ذلك من خلال الحوار الهادئ ، وتقليب وجهات النظر في المواضيع المختلفة ، في جو من الحرية الأخلاقية ، ويستكشف كل طرفٍ في الآخر أفكاره العميقة (المعتقدات) ، ومواقفه من الجوانب المختلفة في الحياة (الاتجاهات) ، وتصوراته عن موقعه داخل العلاقة الزوجية وما هو مطلوب منه (مطالب الدور) . ودون تعرف كل طرف على معتقدات الآخر واتجاهاته وتصوراته عن دوره داخل بناء الحياة الزوجية سيتحدث كل منهما بلغة لا يفهمها الآخر ، ولا يكون ثمة بناء صلب يعتمدان عليه .
• أنماط سلوكه المتكررة، واستجاباته المعتادة للأحداث :
لكل منا نمط استجابة خاص ( سرعة الانفعال وبطؤه ، المبادرة إلى الاستجابة فور حدوث الفعل أو التواني عن ذلك .. الخ ) ، وينبغي أن يرصد كل طرف أنماط استجابة الطرف الآخر ، ويقارنها بأنماطه ، ليكون ذلك ممهداً للتقارب بينهما.
• حاجاته النفسية العميقة : وهي تمثل : المعاني والأهداف العميقة له في الحياة.
• التاريخ الخاص : لكي تعرف طبيعة الآخر ، وتستشرف مستقبله عليك أن تتعرف على ماضيه ، وقصص الماضي الشخصي أقرب نافذة إلى استكشاف طبيعة الذات ( بدون أن تقيس المستقبل بصرامة على الماضي ، فالإنسان قابل للتغير ، ولا يمكنك أن تتنبأ بمستقبله بيقين) .
التآلف :
ويعني : بدء التقاء العناصر المتباعدة من الشخصيتين ليكونا كيانا واحداً متقارباً ، ويحدث التآلف بعدة أساليب منها ( على سبيل الإشارة ) :
• صنع أساطير مشتركة : يكرر المفكر عبد الوهاب المسيري في سيرة حياته هذا المصطلح ، فكما أن لكل أمة مجموعة من الأساطير ، فكذلك ينبغي للزوج والزوجة أن يصنعا أساطير خاصة بهما ( أو قصصاً خاصة .. أو ذكريات مرجعية خاصة ) ، وزيارة أماكن خاصة ، أو الاجتماع على قراءة كتاب ، أو المرور بتجربة مشتركة يمكن أن يكون نقطةً مرجعية وأسطورة أسرية يتذكرها الزوجان بكثير من المودة ، وتساهم في صنع جسر من التآلف.
• التركيز على نقاط الاتفاق ، والتقريب من نقاط الخلاف.
• تحديد أهداف تستدعي المشاركة الثنائية في تحقيقها ، وتشعر الزوجين أن كليهما قد ساهم في إنجاحها.
• التحبب إلى الطرف الآخر بما يحب ، وعدم التذمر مما يريد ما دام في حدود المستطاع ( لا ننسى رفع النبي صلى الله عليه وسلم لامرأته عائشة حتى ترى لعب الأحباش بالحراب في المسجد ، ولا " تمريره " الفتيات إليها ليلعبن معها ، ولا صبره على سماع الجواري يغنين معها .. ثم : مسابقته إياها فسبقته مرة ً .. ثم سبقها في التالية ) .
والتوافق الزوجي لا يعني التطابق في الرغبات والحاجات ، وإنما يعني إشباع كل طرفٍ لرغبة الآخر رغم اختلافهما.
وأضلاع التوافق :
• السكن : الهدوء والراحة مع الطرف الآخر .
• المودة : بذل الحب للآخر .
• الرحمة : التسامح مع أخطائه والإحسان إليه .
بناء أسلوب حوار :
الحياة الزوجية تواصل ، والحوار أهم وسائله ، ولا يمكن للتعارف أو التآلف أن يحدث ما لم يعتد الزوجان على أسلوب حوار هادئ متفهم .
وينبغي أن لا يتوقع الزوجان أنهما سيحصلان على هذا الأسلوب من الأيام الأولى ، بل لابد من التجربة والخطأ ، والصبر من كل طرف على الآخر لكي يستبدلا أسلوباً بأسلوب حتى يستقرا على الأسلوب الأكثر إشباعاً لهما ، والأقرب إلى قلب وعقل الطرفين.
وحين تحدث مشكلة أسرية ، مع عدم وجود قنوات للحوار بين الزوج والزوجة تكون الساحة فارغة لتدخل الأطراف الأخرى بينهما ، ولنمو التأويلات الفاسدة التي تقوض العلاقة .
وضع استراتيجية لمواجهة الأزمات :
لن تكون الحياة عسلاً كلها ، ولابد من مرورها بأزمات ، والمخطط الجيد هو من يتوقع حدوث أزمة ويضع استراتيجية لمواجهتها ، ويمكن ان تكون الأزمة بسبب أحد الطرفين ، أو أقرباء أحد الطرفين ، أو نقص بعض الاحتياجات ، أو تغرب أحد الطرفين .. أو .. أو .. ، وكلما كان التعارف ، والتآلف ، واعتماد أسلوب الحوار أكثر تجذراً في الأسرة الناشئة كان إمكانية نمو استراتيجية مواجهة الأزمات أكثر سهولة ويسراً.
ومن النماذج المميزة لذلك ، ما قاله سيدنا أبو الدرداء لامرأته : إذا غضبتُ فصالحيني ، وإذا غضبِ أصالحك.
إضاءات .. في أول الطريق :
تحدث .. أحبك :
أفصح عن حبك لزوجتك بالكلمة أو الهدية أو السلوك : قال أحد الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أحب فلاناً . فسأله: أأخبرته؟ قال: لا، قال: إذن فأخبره". وقال صلى الله عليه وسلم : تهادوا تحابوا . وكان يقرأ القرآن في حجر عائشة، ويلعق أصابعها بعد الأكل، ويغتسلان سويًّا في إناء واحد، ويدللها ويناديها: يا عائش ..
لا مفر من التضحية :
لن تعدم من الطرف الآخر سلوكاً لا تحبه ، أو رغبة أنت غير قادر على تحقيقيها ، وهذا يستلزم أن تضحي بجزء من احتياجاتك لتحقيق احتياجات الطرف الآخر ، وهذه التضحية هي الحلقة الأولى في بناء علاقة زوجية سعيدة.
معادلة :
حين يشعر أحد الطرفين أنه بذل للآخر أكثر مما أخذ منه يشعر بالغبن ، ويبدأ في النظر إليه بصورة مختلفة .
ويظل الحب بينكما باقياً طالماً كان لديكِ ما يمكن أن تمنحيه له ، ولديه ما يمكن أن يمنحه لك .. فإذا توقف هذا العطاء المتبادل أصبحت تكلفةُ العلاقةِ أكبرَ من عائداتها ، وانقلبت إلى وظيفةٍ بعد أن كانت متعة .
أنت وهي أولاً .. والبقية تأتي :
كثيراً ما يكون تدخل أهل الزوج أو الزوجة سبباً في هدم أسرة كان يمكنها أن تنمو لو وجدت الجو الملائم ، ورغم تقدير قيمة كلا الأسرتين ، إلا أن الأسرة الصغيرة التي انبثقت منهما ينبغي أن تحظى بما يكفي من الاستقلالية لتخط لها طريقها الخاص ( زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ !! ) ، إذ يسقط أهل الزوج أو الزوجة تجاربهم الخاصة على الواقع الجديد الذي يعيشه الزوجان ، ومهما كانت حكمة النصح فإن الاعتياد على التبعية لن يجعل من الأسرة أسرة ذات خصوصية وقدرة على مواجهة تحديات الحياة بصلابة .
تذكر .. وتذكري : أن كل الأطراف الأخرى هي رقم 10 في الترتيب ، والأرقام من 1-9 يحتلها : طرف العلاقة الآخر !!
الندية بين الزوجين :
في الماضي كانت الأدوار محددة؛ فالزوج هو الذي يعمل خارج المنزل للحصول على القوت ، وهو واجهة الأسرة ، ومصدر تمويلها ، والمرأة هي سيدة البيت تدير شئونه ولا يشغلها شيء عنه وعن تربية أبنائها ، ولم يكن لها إلا القليل من المعرفة بما يجري خارج المنزل .. ولهذا كانت تكل تدبير الشئون العامة للأسرة في المجتمع إلى الزوج وتطمئن إلى رأيه ، وتطيع أوامره .
تغيرت الصورة الآن ، فالمرأة متعلمة تعليماً لا يقل عن تعليم زوجها ( إن لم يزد أحياناً ) ، وهي عاملة تخرج من المنزل بعدد الساعات التي يخرجها الرجل ، وتكسب دخلاً مالياًَ يقارب ما يكسبه ، وتشهد الأحداث وتحللها ، وترى نفسها قادرة على تدبير شئون الأسرة على قدم المساواة مع زوجها ، وهو ما يستدعي إعادة النظر في تصورات كلٍ من الرجال والنساء عن " موقع كلٍ منهما بالنسبة للآخر" .
المرأة ترى أنها أصبحت نداً للرجل ، وتنتظر منه أن يعاملها بهذه الصورة .
والرجل يريد أن يستعيد دوره القديم .. مع رغبته في الحصول على المكاسب الحديثة (كالحصول على دعمٍ ماليٍ من الزوجة) .
ويستدعي هذا من الرجل أن يكون أرحب نفساً وأوسع عقلاً في فهم المتغيرات المعاصرة ، وتكييفها لمصلحة الأسرة ، وإعادة فهم مفهوم " القوامة " بما يتوافق مع أصل المراد الشرعي وواقع الحال ، ومن المرأة أن تراعي مشاعر زوجها وتصورتها حين تطالب بالحصول على خصوصيتها وحقوقها.
تعمل .. أم لا تعمل :
المرأة العاملة هي النموذج الأعم الآن ، ولعلها إيجابياته وسلبياته ، وليس ثمة وصفة عامة لكل عمل ، في كل أسرة ، وإنما ينبغي أن تراعي كل أسرة خصوصيتها في ظل الضوابط الشرعية والأخلاقية العامة ، بحيث تحصل من عمل المرأة على خير ما فيه ( اتساع الآفاق ، الترويح عن النفس ، المساعدة الاقتصادية .. الخ ) وتتجنب سلبياته .
هل يمكن أن تحدثني عن خير ما فيَّ ؟
لك وللطرف الآخر محاسن ومساوئ .. وكلما عزفت على وتر محاسنه سمعت منه موسيقى محاسنك ، وإذا لم يسمع منك إلا ضجيج الشكاية فسيملأ الضجيج أذنيك .. وأنت حر في أن تختار ما شئت : الموسيقى أو الضجيج .
استقلال دافئ :
زوجتك ليست نسخة من صورة تراها في خيالك .. إنها إنسان من لحم ودم له خصوصيته واستقلاله ، فلا تقولبها في إطارك ، وافهم حدودك إزاءها لتراعي هي حدودها إزاءك .
كوني شهرزاد التي تبدت لشهريار كل مرة في صورة مختلفة من خلال حكاياتها:
كلنا يعرف أن قصة ألف ليلة وليلة بدأت بمعرفة الملك شهريار بخيانة زوجته له ، فقتلها ثم أصبح يتزوج كل ليلة بفتاة ثم يقتلها في الصباح ، حتى جاء الدور على " شهرزاد " ابنة الوزير العاقلة ، فتزوجها ليقلتها في الصباح ، غير أنها حكت له قصة لم تنهها ليلتها ، فتركها لليلة الثانية فأتمت القصة ودخلت في قصة أخرى ، ومن قصة إلى قصة كان يؤجل قتلها لليلة التي تليها حتى استحكم حبها في قلبه ، وترك عادته .
المرأة " الشهرزادية " هي التي تتبدى لزوجها بأوجه مختلفة ممتعة ، وتستخدم مهاراتها في زيادة الوصل (كانت مهارة شهرزاد في " الحكي " .. فانظري أين تقع مهارتك).
الرتابة .. سم المتعة القاتل:
مهما كانت لذة الشيء في بدايته فإن كثرة تكراره دون التجديد فيه يمكن أن يدفع إلى الرتابة والملل ، وهذا يستدعي أن يكون التجديد قانوناً للحياة الأسرية ، والتجديد يشمل : عالم الأشياء ، وعالم المشاعر ، وعالم الأفكار.
حكمة الخفاء والتجلي :
حتى المتحابان يحتاجان إلى فترة من الغياب ، ليكون الوصل ألذَّ وأمتع ، فاعرف متى تكون إجازتك (وبعدك عن زوجتك في سفر أو عمل ، وبعدها عنك بزيارة أهلها) مفيدة في زيادة تأجج المشاعر وارتقاء المحبة .
ابحث عن القواعد الخفية :
اعتمدت فرجينيا ساتير ( أشهر معالجات الأسرة في أمريكا ) على مساعدة الأسرة في إدراك قواعدها غير المكتوبة . وخاصة تلك المتعلقة بطريقة تبادل المشاعر بين أفراد الأسرة . وترى ساتير أن الأسر المختلة وظيفيا عادة ما تتبع قواعد مختلة وظيفيا ، ولذا فهي تحاول مساعدة مثل هذه الأسر لتصبح مدركة لهذه القواعد غير المكتوبة التي تعين على النمو والنضج . وحين يتم تحديد هذه القواعد يكون من الممكن للأسرة أن تقوم بتعديل أو نبذ القواعد التي أصبحت قديمة غير ملائمة.
مشاهد التلفاز .. ليست بالبراءة التي تظن :
أظهرت دراسة أعدتها الباحثة عيشة مصطفى أن 80 في المائة من حالات الطلاق سببها الأول مشاهدة 48 مسلسلا تلفزيونياً، و15 فيلماً عربياً، عرضت خلال الفترة من 1995 و2002 . ولنفس السبب، فإن نسبة الخيانة الزوجية بلغت 33.5 في المائة، خاصة أن الحبكة الدرامية، والحوار، يدوران حول حتمية وجود علاقة ما بين الزوجة وصديق، أو زميل زوجها، والعكس صحيح، إلى حد ارتكاب المعصية، والوقوع في بئر الخيانة.
وأوضحت الدراسة أن نسبة 43 في المائة من العينات، أكدت أن المشاهد العاطفية غير المشروعة دافع أساسي للوقوع في المحظور، إذا تعرضت لنفس الظروف، وأن 89.3 في المائة من أفراد العينة أشاروا إلى أن الأفلام والمسلسلات تجد إقبالاً جماهيرياً وتحرض الزوجات بصفة خاصة، على التمرد على الحياة الزوجية.
العلاقة الحميمة :
• كما نهتم بالمشهيات والسلطات في بداية الطعام كعوامل منشطة ، فإننا نهتم بالمشهيات في العلاقة الحميمة من ملابس مثيرة وعطور واكسسوار لتنبعث الرغبة ، ويتدرج التلاحم .
• وتختلف مثيرات الرغبة من شخص إلى آخر ، فمن الناس من يثيره المنظر ، ومنهم من تثيره الرائحة ، أو الصوت ، ومنهم من تثيره الحالة الشعورية ، وهذا يتطلب من المرأة أن تهتم بما تقع عليه حواس زوجها من المرئي والمسموع والمشموم.
• تختلف الرغبة الجنسية قوة وإيقاعاً بين الطرفين ، وعلى كلٍ منهما أن يهتم بالتوافق في الإيقاع الجنسي ، ويتفاهما في ذلك بطريقة لا تخدش الحياء ، حتى لا يشعر أحدهما بقلة الإشباع أو الإنهاك في ملاحقة رغبة الطرف الآخر.
• مشاهدة الصور المثيرة والأفلام الخليعة لا يستثير الشهوة كما يظن البعض ، بل يفرغها في مسارب جانبية ، ويعطي نموذجاً مشوهاً عن العلاقة الحميمة بين الزوجين ، إذ غالب النماذج فيها تمارس ممارسات شاذة أو تطالب بمستويات صارخة لا يمكن توفرها في الحياة الزوجية.
قسم علماء النفس النشوة الجنسية إلى عدة مستويات هي:
1- النشوة البيولوجية (Biological orgasm): وهي تحدث نتيجة التفاعل الجسدي لأعضاء الجنس.
2- النشوة العاطفية (Emotional orgasm): وهي بلوغ حالة الحب بين الزوجين إلى قمتها، حيث حدث الاقتراب فالالتحام فالذوبان العذب الرقيق اللذيذ.
3- النشوة الارتجاعية (Feed back orgasm): وتحدث حين يرى أحد الطرفين (أو كلاهما) سعادة الآخر فيسعد لذلك، ويشعر بالنشوة حتى ولو لم يكن قد وصل إلى النشوة البيولوجية.
4- النشوة الاجتماعية (Social orgasm): وهي تحدث حين يكون الزوجان متوافقين في حياتهما الاجتماعية، وكأن نجاحهما الاجتماعي يتواصل مع نجاحهما في بلوغ نشوة الجماع فتتصل دائرتا النجاح وتعطي نشوة أوسع وأعمق.
5- النشوة الروحية (Spiritual orgasm): فحين تكون المستويات الروحية نشطة لدى كلا الزوجين فيحدث تلاقٍ بين النشاط الروحي والنشاط الجسدي والاجتماعي في صورة دوائر متداخلة وآخذة في الاتساع.
وهكذا يمكن أن تتمدد النشوة الجنسية في صورة دوائر تتسع، تبدأ من الدائرة البيولوجية ثم الدائرة العاطفية ثم الدائرة الروحية، والنشوة الجنسية حين تحدث في علاقة مشروعة وسامية تتمدد في الكيان الإنساني كله فيرتعش فرحا وطربا عبر كل مستوياته. وهذا إحساس لا يدركه إلا المحبون الصالحون الأوفياء المخلصون أصحاب المشاعر الفياضة والنفوس الرحبة والأرواح السامية.
شكاوى متبادلة .. تنبَّه لها :
• أكبر شكوى تعبر عنها النساء أن الرجال لا يسمعون ، فالرجل إما أن يتجاهلها ، أو يستمع إليها لثوانٍ ، ثم يقدم لها حلاً باعتباره خبيراً ، وينسى أنها تحتاج إلى تعاطفه أكثر من خبرته . لأن الرجل يظن أن المرأة حين تشتكي إليه تطلب مساعدته المعرفية ، بينما هي تطلب تعاطفه ودعمه .
• وأكبر شكوى للرجال أن النساء دائماً يحاولن تغييرهم . والرجل شديد الحساسية لتقديمك النصائح له لأنها تشعره بأنه غير قادر .
• يحاول الرجل أن يغير مشاعر المرأة عندما تشعر بالضيق بأن يصبح هو السيد الخبير ويقدم حلولاً لمشكلاتها .
• تحاول المرأة تغيير سلوك الرجل عندما يرتكب أخطاء بأن تصبح هي لجنة تحسين البيت وتقدم نصحاً وانتقاداً دون سابق طلب .
• يحترم الرجال : القوة والكفاءة والفاعلية والإنجاز ، ويحددون مفهومهم عن ذواتهم تبعاً للنتائج التي يحققونها.
• النساء يقدرن : الحب والاتصال والجمال والعلاقات ، ويقضين وقتاً طويلاً في مساندة ورعاية بعضهن .
• الرجال يتوجهون نحو الهدف ، والنساء نحو العلاقات .