أمة المليار جائع

أمة المليار ناجح.
بلد مهمشٌ.. منسي.. معزول يقع في أطراف العالم ، تضافرت عليه عوامل الانهيار والضعف والركود: قسوة الطبيعة.. زيادة السكان.. فقر الموارد.. فشل الحكومات المتوالية في حل مشكلاته التي تحولت لمعضلات وأزمات تنذر بكارثة يحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد السكان ، ويحتل المرتبة الأخيرة نتيجة ضعفه وفقره وعجز موارده ، يعيش نصف سكانه على الإعانات الدولية وما تقدمه جمعيات الإغاثة الدولية ، أما النصف الآخر فيتسابقون على شغل وظائف إدارية لا قيمة لها ، لا يعرف للزراعة معنى أما الصناعة فهي في انهيار تام ، لا تكاد تجد منتجاً يحمل اسم هذا البلد لا في الداخل ولا في الخارج ، تعصف بأهله المجاعات والحروب الطاحنة بحثاً عن لقمة للعيش أو وسيلة لاستمرار الحياة ، هل تعرفون ما اسم هذا البلد إنه "الصين"؟؟





عفواً أنت لم تخنك قدرتك على القراءة ، ولم يصب كاتب المقال بالجنون ، إن هذه حقيقة ، بل كان يمكن أن تكون حقيقة ، فالصين لا يملك مقوماً واحداً من مقومات الرخاء ولا التقدم ولا الازدهار لولا النجاح ، بل لولا الإصرار على النجاح..





الصين لا تمتلك أي ميزة تميزها عن بلدان العالم ، لا من حيث الموقع أو الموارد ولم تمنحها الطبيعة منحة خاصة تجعلها تتفرد بين الأمم والشعوب والأخرى ، وكان يمكن ببساطة أن يُضم اسم الصين لدول العالم الأكثر فقراً وجوعاً وتخلفاً ، وكان يمكن أن تحمل دولة الصين لقب "أمة المليار جائع" ..





لولا أن شعب الصين امتلك ميزة قفزت به إلى مرتبة الدول الأقوى اقتصادياً على مستوى العالم ، وجعلته يحتل المرتبة الأولى في صادرات العالم ، هذه المزية هي الإرادة ، بل هي الإصرار على صناعة النجاح..





تسمع طرقات خافتة على بابك وعندما تفتح يطالعك وجه فتاة صينية في مقتبل العمر وأحياناً في منتصفه ، فتقول لك بعربية جميلة متعثرة..هل تريد شراء بعض المستلزمات..وعندما تتأملها تجدها قد تجشمت الكثير من العناء حتى تصل إلى باب بيتك ، لتضع بين يديك عدداً هائلاً ومتنوعاً من ألوان البضائع التي تحملها فوق ظهرها ، وكلها صناعة بلدها الصين ، حيث تجد من الصعب بل من العسير ألا تجد ما يناسبك في هذه المنتجات التي تبذل الجهد في عرضها لضمان انتشارها والاحتفاظ بهامش الربح الذي كان يتوزع بين تاجر الجملة وتاجر التجزئة عند عرضها في السوق..





استيقظ أهالي هذه المدينة الصغيرة على ساحل البحر والتي اشتهرت بصناعة الأثاث ليفاجئوا بجحافل من الشباب الصيني تغزو المدينة... ليس لاحتلالها أو عرض بضاعتهم فيها ، ولكن ليعرض هؤلاء الشباب على أصحاب ورش الأثاث المنتشرة بالمدينة العمل بنصف يومية العامل من أهل هذه البلد ، لا لشيء إلا لإتقان مهارة صنع الأثاث و"شرب الصنعة" كما يقولون.. ليخرج المنتج الصيني من الأثاث بعد قليل كأقوى منتجٍ على مستوى العالم..





كان يمكن لهذا الشاب أن يمضي وقته بين الترفيه والمتعة والتسلية والبحث عن آخر صيحات الموضة في الملابس وقصات الشعر وأحدث الألبومات للمطرب الشهير ، وكان يمكن لهذه الفتاة أن تمضي جل وقتها في الاهتمام بشعرها ونضارة بشرتها والانتقال بين مواقع الشات والدردشة على الحاسوب..





لكنهم جميعاً تركوا أهدافهم الشخصية ووجهوا أعينهم تجاه هدف وامتلكوا إرادة لا تلين لتحقيق هذا الهدف وهو: أن تحتل الصين المرتبة الأولى في الصادرات على مستوى العالم ، أن يكون اقتصاد الصين أعظم اقتصاد على مستوى الدول الكبرى ، أن تغزو الصين دول العالم بكلمة واحدة هي "صُنع في الصين" والتي لا يكاد يخلو منها الآن بيت أو متجر أو أي مؤسسة.





إن كان أمثال هذا الشاب وتلك الفتاة هم طليعة الجيش الصيني فثمة جحافل من أفراد هذا الجيش تقبع هناك ، تعمل وتبحث وتدرس في غير كلل ولا ملل ، للوصول إلى هذا الهدف ، إنهم يضعونك أنت نصب أعينهم ، يدرسون كل شيء عنك: حياتك.. أعيادك.. مناسباتك.. تراثك.. معتقداتك.. مستواك المعيشي ..اهتماماتك.. احتياجاتك في مختلف الأوقات والمناسبات والظروف العامة والخاصة ؛ ليقدموا لك ما يناسبك وما لا تجد له بديلاً في أي مكان وبأسعار خارج إطار المنافسة..





لعله الوعي والفهم والتخطيط الجيد..لكن اعلم أن وراء كل هذا.. وراء كل هذا هدف وضعه هؤلاء نصب أعينهم وبدأوا في السعي له حثيثاً بكل إرادة وعزيمة..





إنه الهدف ثم الإرادة ثم التخطيط الجيد..إنها المفاتيح التي حولت أمة المليار جائع إلى أمة المليار ناجح..

عنجد الله يعينهم

مشكور

شكراً
مششكوررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر

شكراً على الردود

مشكور يسلمو ايديك ويعطيك العافية على جهودك ومواضيعك الجميلة
شكرا جزيلا يا عقيد

شكراً على الرد

يعطيك العافيه
مشكور

شكراً على الرد

شكراً شكراً على
الرد

يسلمو

شكراً شكراً على
الرد