يعاني كثير من الآباء والأمهات الجدد من صعوبة بالغة في كيفية التعامل مع أبنائهم ويرجع ذلك إلى نقص خبرتهم في مجال التربية ، ولهذا سوف نقدم إليكم هذا الدليل لتوضيح الأخطاء التي يقع فيها الوالدين نتيجة استخدامهم لأساليب غير تربوية خاطئة والتي تكون مسئولة عن حدوث المشكلات النفسية والسلوكية لدى الأطفال.
أهداف عملية التربية والتنشئة الاجتماعية :
1- تعليم الطفل التمييز بين الصواب والخطأ من السلوك وإكسابه الأنماط السلوكية الايجابية التي تتفق مع معايير المجتمع وقيمه الدينية وتقاليده.
2- تكوين شخصية ايجابية للطفل قادرة على التعامل الفعال مع المجتمع بمشكلاته وضغوطه الحياتية .
3- تأصيل الجانب الخلقي، وغرس قيم الأمانة والصدق والإخلاص والإيثار والحب والمسئولية واحترام الكبير وطاعة الله سبحانه وتعالى.
4- تنمية قدرات الطفل الطبيعية التي منحها له الخالق وتشجيعه وتعزز مهاراته ومواهبه بما يجعل منه انسانا مبدعا في المستقبل يخدم الأمة.
5- إبعاد الطفل عن كل مظاهر الاضطراب والخلل والانحراف السلوكي والخلقي التي تخلق شخصية غير سوية تسلك ضد قيم الدين والمجتمع.
6- إشباع احتياجات الطفل للحب والحنان واللعب والتعامل معه في حدود عمره فمن الخطأ أن نتعامل معه كرجل بل لابد من التعامل معه كطفل.
الأساليب الخاطئة في التربية :
هناك مجموعة من الأساليب الخاطئة يستخدمها الوالدين في تربية أبنائهم وتكون مسئولة عن ظهور عدد كبير من المشكلات النفسية والسلوكية والانفعالية لدى الطفل ، وهذه الأساليب هي كالتالي :
أولا – الحماية الزائدة :
ويعني الحماية والعناية والتدليل المفرط والخوف المبالغ فيه على الطفل وإشباع كل احتياجاته والاتصال المفرط به وزيادة اعتماديته على الأب والأم . وهذا الأسلوب يجعل الطفل اعتماديا غير قادر على تحمل المسئولية وضعيف.
ثانيا – التذبذب في المعاملة :
يعني التقلب في المعاملة دائمًا بين اللين والشدة والقبول والرفض والمدح والذم بشكل غير صحيح ؛ وهذا يؤدي إلى تكوين شخصية قلقة لدى الطفل ومشاعر متناقضة بين الحب والكراهية للوالدين.
ثالثا- التسلط والقسوة :
يتضمن فرض الرأي والقهر وعدم إتاحة مساحة من الحرية للطفل للتعبير عن رأيه وعدم إشباع رغباته على الإطلاق ، والعقاب البدني والنفسي والتهديد المستمر ؛ وهذا الأسلوب يجعل الطفل جباناً متجنباً أو عدوانياً أو مستسلم وسلبي ، أو منحرف سلوكياً أو أخلاقياً.
رابعاً- أسلوب إثارة الألم والعقاب النفسي:
يعتمد هذا الأسلوب على إشعار الطفل بالذنب وانتقاد سلوكياته دائماً ، وهذا يجعله يتصف بالانسحابية والانطوائية وقلة الثقة بالنفس والخوف من الاخرين.
خامسا- أسلوب التفرقة والتفضيل :
يقوم الأباء والأمهات الذين يستخدمون هذا الأسلوب بالتمييز بين أبنائهم وتفضيل بعضهم على البعض والتفرقة بينهم في كل شي ، وعلى الأخص فيما يتعلق بمشاعر الحب . وهذه الطريقة تخلق حقداً كبيراً في نفس الطفل غير المحبوب تجاه باقي أفراد الأسرة وسلوكيات عدوانية.
سادسا- النبذ والإهمال :
يتضمن الإهمال للطفل واحتياجاته ونبذه وعدم الاهتمام به وتجاهله مما يجعله خائفاً ويشعر بعدم الأمان والاغتراب ، وكل هذا يؤثر في نموه النفسي ويجعله غير سوياً ومضطرباً.
سابعا- الإفراط في التسامح والتساهل :
يتضمن هذا الأسلوب التغاضي عن كل أخطاء الطفل والتساهل معه في الأمور التي ينبغي معاقبتها ؛ مما يؤدي إلى عدم نضج الطفل ولامبالاته دائماً.
ثامنا- المبالغة والإعجاب الزائد بالطفل :
قد يكون هذا الأسلوب ايجابيا لو تم استخدامه بشكل معتدل ، ولكن المبالغة في إظهار الإعجاب بالطفل يجعله مغروراً ونرجسياً ومحباً لذاته متكبراً على غيره.
مظاهر الخلل في شخصية الطفل :
يكون الطفل مضطربا نفسياً أو سلوكياً أو انفعالياً ، بمعني يميل إلى الصراخ ، والبكاء المستمر ، الانزواء وعدم اللعب والخوف من التفاعل مع الآخرين ، قلة الكلام ، الأحلام المزعجة ، التبول اللاإرادي ، العصبية ، التخريب ، إشعال الحرائق ، عدم إطاعة الأوامر ، الخوف المفرط من الأشياء ، السرحان.
أساليب التربية الايجابية :
تبتعد التربية الحديثة كل البعد عن وضع القوانين الصارمة ، وتفتح المجال أمام حرية التعبير عن الرأي ، وإعطاء مساحة من الحرية المقننة للأبناء تكون خاضعة لرقابة الآباء. ويلعب الحوار والمناقشة وتوصيل القيم والمبادئ النبيلة والمعايير التي تحقق الانضباط في الفكر والسلوك والوجدان في سياق من الحب والدفء والتقبل وعدم الرفض دوراً هاماً في التربية الايجابية. ومن الأساليب الفعالة ما يلي :
أولا – الأسلوب الحواري والديمقراطي:
يعتمد على وضع مجموعة من القواعد الواضحة ومناقشتها مع الطفل وإلزامه بالتصرف وفقاً لها ويتحمل نتيجة تصرفاته. وهذا الأسلوب يساعد على استقلالية الطفل وثقته بنفسه والتصرف وفقاً للمعايير الصحيحة .
ثانيا – أسلوب الدفء والحب والتقبل :
يعتمد هذا الأسلوب على التقبل وإظهار مشاعر الحب واللعب والتشجيع والتعزيز للسلوكيات الصحيحة ، والتركيز على محاسن الطفل والاهتمام بمشاعره مع تصحيح سلبياته وتقييمها بطريقة عقلانية.
أسلوب الحرمان المقنن :
ويضمن حرمان الطفل جزئياً وتأجيل إشباع احتياجاته لفترة معينة حتى يدرك قيمة الأشياء وربط هذا الإشباع بقيامه بالسلوكيات الصحيحة. ويفيد هذا في تقوية شخصية الطفل وشعوره بالمسئولية. ومن المفيد إثابة السلوك الايجابي المرغوب والحرمان عند القيام بالسلوك السلبي.
إرشادات ونصائح تربوية عامة :
1- يجب إبعاد الطفل عن المشاحنات والمشاجرات المستمرة بين الأب والأم.
2- عدم التعامل مع الطفل على أنه رجل .
3- إتاحة الفرصة للطفل للعب والتفاعل مع الآخرين من نفس سنة سواء مع الذكور أو الإناث .
4- زيادة وعي الطفل فيما يتعلق بالمحافظة على نفسه وعدم اللعب مع الأطفال الأكبر تجنباً للتحرش الجنسي .
5- توفير الحب والاهتمام الواضح للطفل ، وتشجيعه على القيام بالسلوك المرغوب فيها .
6- التصحيح وتوجيه التعليمات اللفظية وغير اللفظية بضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ في المواقف المختلفة ولكن بطريقة بسيطة دون عصبية أو عنف .
7- تجنب الازدواجية في التعامل مع الطفل في المواقف المختلفة بمعني تجاهل أخطائه في موقف ومعاقبتها في موقف آخر .
8- احترام شخصية الطفل وحقه في التعبير عما يشعر به .
9- الوعي بأهمية إشباع الحاجة إلى الحب والحنان أكثر من إشباع الاحتياجات المادية .
10- عدم تعريض الطفل للمواقف المثيرة للخوف أو الرعب .
11- حث الطفل على مواجهة مخاوفه وتشجيعه وعدم توبيخه.
12- تشجيع الطفل على التعبير عن رأيه والتواجد في المناسبات الاجتماعية حتى يعتاد على ذلك وتنمو شخصيته .
13- عدم مقارنة الطفل بغيره من داخل او خارج الأسرة حتى لا يشعر الطفل بالحقد والكراهية لذاته وللاخرين.
14- مكافئة الطفل عند تفوقه وقيامة بالسلوك المرغوب .
15- تجاهل السلوكيات السلبية البسيطة حتى لا يتم تثبيتها في شخصية الطفل ، فلا ينبغي على الوالدين أن يركزا على صغائر الأمور .
16- مساعدة الطفل على التخيل وطرح الأسئلة والتحدث في المواضيع المختلفة مما يساعد على تفتيح ذهنه .
17- عدم تثبيط همة الطفل وحركته الزائدة بالعقاب بل ينبغي توظيفها بشكل جيد في الرياضة والنشاط الاجتماعي.
18- ينبغي على الوالدين ألا يتعاملوا مع الطفل على أنه لا يدرك ولا يفهم شيئاً ؛ بل هو لديه قدر من الذكاء يجعله يستوعب كل ما يدور حوله.
19- حماية الطفل من الخطر في المراحل المبكرة فهو لا ديرك معنى الخطر ، فقد يشعل الحرائق أو يلقي نفسه من مكان مرتفع.
20- على الأب والأم أن يظهرا مشاعر الحب فيما بينهما حتى يتعلم الطفل معنى الحب ويشعر بالأمان والاستقرار النفسي ، فالحب لدى الوالدين تنعكس أثاره الايجابية على كل الأطفال في الأسرة فيما بينهم .
٢١- لا تجعل طفلك يوجهك نحو مايريد ، فهذا يجعلك فيما بعد غير قادر على ضبط تصرفاته أو فرض أي قدر من السيطرة عليه .
٢٢- لابد ان تتم عملية التنميط الجنسي بشكل صحيح بمعنى ان يربى الطفل الذكر على صفات الذكورة ، وتربى الانثى على انها انثى ، فعلى كل جنس أن يكتسب صفات جنسه.
تمنياتي لكم جميعا بحياة أسرية هادئة وجميلة يعمها الحب والتفاؤل والأمل والتقدير بين كل فرد من أفراد الأسرة
دكتور/ أكمل نجاح
دكتوراه في العلاج النفسي